أكدت السعودية واليابان عمق العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، وأهمية مواصلة التنسيق والتعاون على مختلف الأصعدة بما يخدم مصالحهما وشعبيهما.
جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في الرياض، الخميس، نظيره الياباني إيوايا تاكيشي، حيث استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات.
من جانب آخر، بحث الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض، الخميس، مع إلمر شيالر سالسيدو وزير خارجية البيرو، وخورخي مونترو كورنيخو وزير الطاقة والمناجم، العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون بمختلف المجالات، وناقشا القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
فرص اقتصادية بين السعودية والبيرو
بدوره، أكد إلمر شيالر، خلال لقاء حضره أصحاب الأعمال من البلدين بمقر اتحاد الغرف السعودية، رغبة البيرو في زيادة صادراتها من المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية إلى المملكة، منوهاً بأن المستثمر الأجنبي يحظى بمميزات نظيره المحلي نفسها مع محفزات ضريبية.
وأضاف أن حجم صادرات أميركا الجنوبية إلى السعودية يقدر بنحو 3.8 مليار دولار، منها 70 مليون دولار فقط صادرات من البيرو، التي لديها أكثر من 25 منتجاً زراعياً يمكن استيرادها، داعياً المستثمرين السعوديين للمشاركة في معرض للمنتجات الزراعية في سبتمبر (أيلول) المقبل.
من ناحيته، استعرض عماد الفاخري عضو مجلس إدارة الاتحاد، التطورات التي يشهدها الاقتصاد السعودي وتوجهات البلاد نحو تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم، ومنها البيرو، وما تتمتع به من مزايا تنافسية وفرص استثمارية.
وأكد الفاخري أهمية رفع مستوى التعاون بين الاتحاد ونظيره في البيرو، وتوقيع اتفاقية بينهما، وتأسيس مجلس أعمال مشترك لتكثيف تبادل الوفود التجارية، وإقامة الفعاليات والملتقيات الاقتصادية، واستكشاف الفرص الاستثمارية، في ظل ما تتمتع به الأخيرة من مقومات، وبخاصة في قطاعات السياحة والتجارة والزراعة.
ويخطط «اتحاد الغرف» لتنظيم بعثة تجارية لدول أميركا الجنوبية تشمل البيرو خلال النصف الثاني من العام الجاري، لاستكشاف الفرص بوقت لا يتعدى فيه حجم التبادل التجاري بين البلدين 205 ملايين ريال؛ مما يعد مؤشراً قوياً على وجود فرص تجارية واستثمارية كامنة كبيرة.
تعزيز العلاقات الخليجية – اليابانية
إلى ذلك، ناقش جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، مع وزير الخارجية الياباني سبل تعزيز آفاق العلاقات الخليجية – اليابانية في جميع المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، وتعزيز التعاون التجاري، ورفع حجم التبادل بما يلبي الطموحات المشتركة، كما بحثا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأوضح البديوي أنه جرى الاطلاع على التحضيرات لعقد الجولة الثانية من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون واليابان في طوكيو نهاية يونيو (حزيران) المقبل، مؤكداً أن دول الخليج تولي أهمية خاصة لهذه الاتفاقية لما يربط الجانبين من علاقات متينة ومتميزة.
وأشار أمين عام المجلس إلى أنه جرت متابعة مستجدات خطة العمل المشتركة بين الجانبين للفترة 2024 – 2028، التي تُمثِّل خريطة طريق لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج واليابان، وتهدف لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، والتجارة، والاستثمار، والتعليم، والصحة، والسياحة، والتبادل الثقافي، والتنسيق السياسي.
ترسيخ التعاون بين الخليج والبيرو
من جهة أخرى، وقّعت أمانة مجلس التعاون، الخميس، مذكرة تفاهم مع وزارة خارجية البيرو لإنشاء مشاورات حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، التي تسهم في توطيد الروابط بين الجانبين. وقال البديوي إنها تأتي في إطار توجيهات قادة الخليج ببناء وتعزيز العلاقات مع الدول والتكتلات الإقليمية والدولية.
واستعرض أمين مجلس التعاون ووزير خارجية البيرو، خلال لقائهما في الرياض، سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة.
وأكد البديوي أن توقيع المذكرة يُمثل خطوة نوعية نحو ترسيخ جسور التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين المجلس والبيرو، و«يعكس ما يجمعنا من قيم مشتركة وطموحات متقاربة في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وسلاماً لشعوبنا»، متطلعاً لأن تُسهم في إطلاق آفاق أرحب من الحوار والتنسيق، وتعزيز الشراكة في القضايا المشتركة، بما يخدم مصالح الجانبين، ويعود بالنفع على الاستقرار الدولي.
وأعرب أمين عام المجلس عن أمله بأن تمهد مذكرة التفاهم هذه إلى التوصل إلى خطة عمل مشتركة تقوي العمل المشترك في كل المجالات، لا سيما في مجالات السياسة، والاقتصاد، والأمن الغذائي، والثقافة، والتعليم، والتواصل بين الشعوب.
التعليقات