يتلمس الفن الخليجي الطريق إلى زيادة حضوره دولياً، بالتزامن مع حركة حيوية تشهدها أبرز العواصم والمدن الخليجية، من خلال إقامة معارض تنمو عاماً بعد آخر، وتكتسب أبعاداً دولية، مع استضافة تجارب وأفكار ورواد من أنحاء العالم، وإتاحة الفرصة لتسليط الضوء على مشهد الفن والثقافة في الخليج.
وفي معرض «آرت دبي» الذي طوى نسخته التاسعة عشرة مؤخراً، مقترباً من إتمام عقدين على دوره كمنصة تعكس تطور الحركة الفنية الخليجية، وما بلغه مشهدها الثقافي والفني من نضج وتطور، التقى بأروقته فنانون خليجيون مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.
وانخرط الفنانون في حوار فني احتضنته أروقة المعرض، سلّط الضوء على تاريخ فن المنطقتين الخليجية والعربية، ووضعت صانعيه ومنتجاتهم من الأعمال والأفكار والتجارب في مواجهة الجمهور العام.
وخلال المعرض، التقت «الشرق الأوسط» بالفنان محمد كاظم من الإمارات، الذي يشارك في النسخة الحديثة من «آرت دبي» بعمل تركيبي رقمي جديد، يتمثل في سلسلة من إحداثيات دول العالم، التي تتدفق بكثافة، على نمط حركة المياه التي تنهمر بلا امتداد زمني أو مكاني، ويحاول من خلاله أن يثبّت دول الخليج في قلب هذه الحركة، التي تفتح نوافذ التأمل للناظر إليه.
يقول كاظم إن الحركة الفنية الخليجية انتقلت خلال السنوات الأخيرة إلى مرحلة جديدة شهدت على تطور الفن والفنانين في دول الخليج، مؤكداً على أن الملمّ بتاريخ الفن الخليجي في بواكيره يستطيع أن يلاحظ بوضوح حجم التحول.
ويضيف أن تنوعاً كبيراً يتمتع به المشهد الثقافي والفني لدول الخليج بشكل عام، سواء في الإمارات التي بدأت منذ السبعينات في هذا المجال، أو في السعودية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة بثّ الحيوية في قطاعها الفني والثقافي المتطور بوتيرة عالية.
وأشار كاظم إلى الفرص الواعدة للجيل الجديد، في ظلّ الدعم غير المسبوق الذي يجده قطاع الفنون، لافتاً إلى أن هذا ينطبق على موضوع التكليفات بالأعمال، أو إقامة المعارض، واستضافة الأحداث. ومن جهة أخرى الفرص التعليمية، حيث بدأ العديد من المعاهد والجامعات في دول الخليج إتاحة برامج تعليمية في الفنون بجميع المستويات والدرجات.
وأبدى تفاؤله بالمرحلة المقبلة، وقال: «أتذكر عندما كنّا لا نشارك سابقاً إلا في حدث فني وحيد يقام كل عام، لكن اليوم نحظى بالعديد من المناسبات والفعاليات التي تعكس حجم التحول في المجال، وربما الجيل الجديد من فناني الخليج أصبح غير مضطر للجوء إلى الوظيفة، بسبب أن المجال أضحى واعداً ومكتفياً بذاته، وهذا لا يعني أن نتوقف عند ذلك، بل نتطلع إلى المزيد».
التعليقات