وضع الأهلي السعودي حداً لغيابه الطويل عن منصات البطولات الكبرى، خصوصاً على الصعيد القاري، وتُوّج بطلاً لدوري أبطال آسيا للنخبة في شكلها الجديد، بعد ملحمة كروية سيخلدها التاريخ أمام فريق كاواساكي الياباني على ملعب الجوهرة المشعة بجدة، وانتصر فيها بثنائية جالينو وكيسيه.
وزفَّت آلاف الجماهير الأهلاوية فريقها العريق في ليلة خضراء خالصة أعادت لقلعة الكؤوس أمجاد الماضي وزينت حاضره المزدهر، ومنحت الكرة السعودية أولوية جديدة على الصعيد القاري بحصولها على أول نسخة من البطولة بشكلها الجديد.
وبعد نهاية المواجهة الختامية توَّج الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بحضور الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة السعودية، لاعبي الأهلي بكأس البطولة والميداليات الذهبية، ولاعبي الفريق الياباني بالميداليات الفضية.
وكان الأهلي دخل المباراة بتشكيلة مكونة من ميندي في حراسة المرمى وعلي مجرشي وديميرال وإيبانيز وأليوسكي وزياد الجهني وكيسيه ورياض محرز وجالينو وفيرمينو وإيفان توني.
«شوط معقد»… ذلك العنوان الأنسب للشوط الأول من المباراة بسبب السيطرة المتبادلة من الفريقين، وسط حذر كبير وجس نبض استمر حتى الدقيقة 35، عندما فجَّر البرازيلي جالينو المدرجات الخضراء بهدف أهلاوي أول بتسديدة ماكرة عجز حارس كاواساكي عن التصدي لها، ليمنح ذلك الهدف أداء الفريق زخماً هائلاً مصحوباً بهتاف جماهيري صاخب أثمر هدفاً ثانياً (د. 42) بعد تمريرة عرضية من البرازيلي استقبلها كيسيه برأسه مباشرة في الشباك اليابانية.
وفي الشوط الثاني، بدا كأن الأهلي مدرك تماماً لحجم الرغبة اليابانية في التعويض سريعاً، وإدراك التعادل، لكن البطل السعودي رفض أسلوب التحفظ الدفاعي بشكل مطلق، وبادر بهجمات سريعة من الأطراف والعمق خلطت أوراق الفريق الياباني، وجعلته مرغماً على توزيع أدائه على الشقين الهجومي والدفاعي، وسط محاولات مستميتة لهز الشباك الخضراء. لكن الدفاعات الأهلاوية كانت بالمرصاد حتى صافرة النهاية.
وكان الأهلي الذي تأسس عام 1937حل مرتين وصيفاً في البطولة، عام 1986 بنظامها القديم وراء جيف يونايتد تشيبا الياباني، وعام 2012 عندما خسر النهائي أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي 0 – 3.
وأصبح الأهلي ثالث فريق سعودي يُتوَّج باللقب القاري المرموق، بعد الهلال، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 4 ألقاب، واتحاد جدة، الذي حصد الكأس مرتين.
كما منح الأهلي الكرة السعودية لقبها السابع في البطولة؛ حيث تحتل المملكة المركز الثالث في قائمة أكثر الدول التي فازت فرقها بالمسابقة، التي تتصدرها كوريا الجنوبية، التي فازت فرقها بـ12 لقباً.
وتحتل الأندية اليابانية المركز الثاني بقائمة أكثر الفرق فوزاً بالبطولة العريقة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1967، برصيد 8 ألقاب.
وبعد غياب منذ خروجه من دور المجموعات في نسخة 2021، عاد الأهلي بقوة إلى الساحة القارية وافتتح مشواره بفوز ثمين 1 – صفر على بيرسيبوليس الإيراني؛ حيث كانت تلك البداية بمثابة مقدمة لسلسلة من خمسة انتصارات متتالية ضمنت له التأهل لدور الـ16 قبل ثلاث جولات من نهاية مرحلة الدوري.
أصبح الأهلي ثالث فريق سعودي يُتوَّج باللقب القاري المرموق
وفاز الأهلي على الوصل الإماراتي 2 – صفر، ثم تجاوز الريان القطري 2 – 1 والشرطة العراقي 5 – 1، وأخيراً العين الإماراتي (حامل اللقب) بنتيجة 2 – 1.
وتوقفت سلسلة الانتصارات عند التعادل 2 – 2 مع الاستقلال الإيراني، لكنه عاد لتحقيق فوزين على السد القطري 3 – 1 والغرافة 4 – 2 ليختتم دور المجموعات في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف مواطنه الهلال.
وبعد حلوله بفارق الأهداف وراء مواطنه الهلال في المجموعة الموحدة لمنطقة الغرب، بسبعة انتصارات وتعادل، قدم الأهلي، بطل الدوري السعودي ثلاث مرات، مستويات مميزة في الأدوار الإقصائية، استهلها بالفوز مرتين على الريان القطري 3 – 1 و2 – 0.
وفي الأدوار النهائية المقامة بنظام التجمع على أرضه في جدة، تخطى بوريرام يونايتد التايلاندي 3 – 0 في ربع النهائي، قبل أن يحقق فوزاً لافتاً على الهلال، حامل الرقم القياسي بأربعة ألقاب، مسيطراً على المباراة، وحاسماً النتيجة 3 – 1.
وفي المقابل، استهل كاواساكي مشواره بفوز صعب وثمين على أولسان الكوري الجنوبي، بفضل هدف مارسينيو في الدقيقة 54. لكن الفريق الياباني تعثر بعدها بخسارة صفر – 1 أمام غوانغجو الكوري الجنوبي، ثم 2 – صفر أمام شنغهاي شينهوا الصيني.
وسرعان ما أعاد كاواساكي آماله في التأهل بفوز مهم 3 – 1 على شنغهاي بورت الصيني، ثم عزز موقعه بانتصار آخر 3 – صفر على بوريرام يونايتد التايلاندي.
وواصل كاواساكي عروضه القوية بفوز كبير 4 – صفر على بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي، قبل أن يختتم دور المجموعات بانتصار جديد 2 – صفر على سنترال كوست مارينرز الأسترالي، ليحتل المركز الثاني في منطقة الشرق خلف مواطنه يوكوهاما مارينوس.
والتقى كاواساكي مجدداً مع شنغهاي شينهوا، ووجد نفسه في مأزق بعد خسارة الذهاب صفر – 1 لكن الفريق الياباني قدم أداءً رائعاً في لقاء الإياب؛ حيث سجل كل من آساهي ساساكي وإريسون وتاتسويا إيتو ومارسينيو، ليحقق الفريق فوزاً كبيراً 4 – صفر ويعبر بمجموع المباراتين 4 – 1. كما حقق فوزين لافتين على السد القطري 3 – 2 بعد التمديد في ربع النهائي، وبالنتيجة عينها أمام النصر السعودي، ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
التعليقات