التخطي إلى المحتوى
الذكاء الاصطناعي يقلص الضغط الذهني على الأطباء



كشفت دراسة أميركية أن تقنية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أسهمت بشكل كبير في تقليص الضغط الذهني وتخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل الأطباء.

وأوضح الباحثون من مؤسسة «ساتر هيلث» الأميركية، خلال الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «JAMA Network Open»، أن استخدام هذه التقنية أدى إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الأطباء في توثيق الملاحظات الطبية، إلى جانب تحسين ملحوظ في رضاهم المهني وصحتهم النفسية.

واعتمد الباحثون على تقنية حديثة تستند إلى ما يُعرف بـ«الذكاء الاصطناعي المحيطي (Ambient AI)»، طوّرتها شركة «أبريدج (Abridge)»، وتعمل من خلال الاستماع إلى الحوار بين الطبيب والمريض، أثناء الزيارة الطبية، ثم توليد ملاحظات طبية دقيقة ومنظمة تُدرَج تلقائياً في السجل الصحي الإلكتروني للمريض.

وأوضحت الدراسة، التي بدأت في أبريل (نيسان) 2024، وشارك فيها 100 طبيب، ضمن شبكة «ساتر هيلث»، يمثلون مجموعة متنوعة من التخصصات في شمال كاليفورنيا، أن هذه التقنية أتاحت للأطباء التركيز الكامل على التفاعل مع المرضى، دون الانشغال بتدوين الملاحظات، مما قلّل الأعباء الذهنية والإدارية، كما ساعد في التقاط معلومات قد يغفل عنها الطبيب، مما أسهم في تحسين جودة التوثيق الطبي وتعزيز تجربة المريض.

وأظهرت البيانات الكَمية واستطلاعات الرأي، التي جُمعت قبل تنفيذ التقنية وبعدها، تحسنات ملحوظة شملت تقليص وقت التوثيق، وتقليل العبء الذهني، كما أشارت النتائج إلى انخفاض متوسط الوقت الذي يقضيه الأطباء في كتابة الملاحظات لكل زيارة من 6.2 إلى 5.3 دقيقة، وهو فرق ذو دلالة إحصائية، ما يعكس فاعلية التقنية في تقليل الأعباء الإدارية المرتبطة بتوثيق الزيارات الطبية.

كما أفاد الأطباء بتحسن حالتهم الذهنية أثناء أداء مهامّهم، وانخفاض الشعور بالضغط المرتبط بالتوثيق، بما في ذلك الإحساس بالاستعجال، وصعوبة المهامّ الكتابية. وسجّلت الدراسة ارتفاعاً عاماً في مستويات الرضا الوظيفي، بعد استخدام التقنية، إلى جانب انخفاض نسبي في مؤشرات الاحتراق الوظيفي، من 42.1 إلى 35.1 في المائة.

ويُعرَّف «الاحتراق الوظيفي» بأنه حالة من الإرهاق النفسي والجسدي يفقد فيها الموظف الدافع والحماس تجاه عمله بسبب الضغوط المستمرة. وقد أشار عدد من الأطباء المشاركين إلى رضاهم عن التقنية، مؤكدين أنها أعادت لهم «متعة ممارسة الطب» وعمّقت علاقتهم مع المرضى.

ولفت الباحثون إلى أن الضغوط المرتبطة باستخدام السجلات الصحية الإلكترونية تُعد أحد أبرز مسبِّبات الاحتراق الوظيفي بين الأطباء، وأن الذكاء الاصطناعي المحيطي قدّم حلاً عملياً للحد من هذا العبء، ما قد يُسهم في تحسين بيئة العمل، وزيادة الاحتفاظ بالكفاءات الطبية داخل النظام الصحي، والحد من معدلات الاستقالة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *