كشفت دراسة صينية عن فوائد غير متوقعة لمكملات فيتامينَي «K2» و«D3»؛ إذ أظهرت نتائج إيجابية في تسريع التئام العظام لدى مرضى هشاشة العظام الذين خضعوا لجراحة في العمود الفقري.
وأوضح الباحثون من مستشفى «شاندونغ ويندنغ» لجراحة العظام، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «Scientific Reports»، أن هذا العلاج المركب يمكن أن يشكّل خياراً فعّالاً من حيث التكلفة لتحسين نتائج علاج هشاشة العظام.
وشملت الدراسة 71 مريضاً مصاباً بهشاشة العظام، قُسّموا إلى مجموعتين، تلقت الأولى مزيجاً من مكملات فيتامينَي «K2» و«D3» إلى جانب الكالسيوم، في حين تلقت المجموعة الثانية فيتامين «D3» مع الكالسيوم فقط. وتمت متابعة المرضى على مدى 6 أشهر بعد خضوعهم لجراحة تثبيت الفقرات القطنية باستخدام المنظار، مع تقييم حالتهم الصحية بناء على مؤشرات سريرية مختلفة.
وأظهرت النتائج أن مجموعة «K2» و«D3» حققت معدل نجاح أعلى بنسبة بلغت 91.67 في المائة في التئام العظام بعد 6 أشهر، مقارنة بـ74.29 في المائة في المجموعة الأخرى. كما سُجّل تحسّن أكبر في المؤشرات الحيوية لتكوين العظام لدى هذه المجموعة، بالإضافة إلى اتجاه واضح نحو تحسين كثافة العظام، رغم أن التحسّن في الأعراض السريرية كان متقارباً بين المجموعتين.
ووفق الباحثين، تشير هذه النتائج إلى أن العلاج المشترك باستخدام فيتامينَي «K2» و«D3» قد يُحسّن من نتائج جراحات العمود الفقري لدى مرضى هشاشة العظام، من خلال تعزيز التئام العظام بشكل أكثر فاعلية وتسريع الشفاء.
ونبّه الفريق إلى أن هذا العلاج يمكن أن يشكّل إضافة فعالة ومنخفضة التكلفة إلى البروتوكولات العلاجية التقليدية التي تعتمد فقط على فيتامين «D3» والكالسيوم؛ ما قد يساهم في تعزيز نمو العظام وتقليل تدهورها، وربما خفض الحاجة إلى تدخلات جراحية أو علاجات طبية مكثفة مستقبلاً.
ورغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتقييم التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج المركب، ومعرفة مدى فاعليته لدى المرضى في المراحل المختلفة من هشاشة العظام.
يشار إلى أن هشاشة العظام هي حالة طبية شائعة تؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وضعف بنيتها، مما يزيد من خطر التعرض للكسور. وتحدث هذه الحالة نتيجة فقدان الجسم القدرة على إنتاج عظام جديدة بنفس سرعة فقدان العظام القديمة، وغالباً ما تتأثر عظام العمود الفقري والوركين والمعصمين بالمرض، في حين قد لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن مع تطور الحالة تزداد احتمالات الكسور حتى مع حركات بسيطة أو سقوط طفيف، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة.
التعليقات