التخطي إلى المحتوى
كيف يمكن للفكاهة أن تخفف من حدة مشاعر الغضب؟



يتمتع كثير من الأشخاص بحس الدعابة والفكاهة خلال المواقف الصعبة، الأمر الذي يجعلهم أكثر مرونة في الاستجابة لهذه المواقف ومواجهتها.

على سبيل المثال، يُعدُّ استحضار الفكاهة فعَّالاً بشكل خاص عند استخدامه للمساعدة في التخفيف من حدة مشاعر الغضب.

فكيف يحدث ذلك؟

قال الدكتور برنارد غولدن، أستاذ علم النفس ومؤلف كتاب «التغلب على الغضب المدمر: استراتيجيات فعّالة»، لموقع «سايكولوجي توداي»: «ترتبط الفكاهة والضحك بتحولات هرمونية تُشعرنا بالفرح والسعادة، وتُشعرنا بمتعة غامرة. فالفكاهة -على سبيل المثال- تُساعد على تغيير مستويات (بيتا إندورفين) وهي مادة كيميائية تُشعرنا بالسعادة في الجسم، كما تساعد على إحداث تحول في الأفكار، وفي تقييم أدمغتنا لأي حدث مُثير محتمل».

ومع ذلك، لا تُحدث جميع أنواع الفكاهة التأثير نفسه، حسبما أكده غولدن الذي أشار إلى أن هناك دراسات أثبتت أن الفكاهة التي تحافظ على احترام الشخص لذاته ترتبط بقدرة أكبر على تقليل مشاعر الغضب وتجنب التعبير الخارجي عنه.

وفي المقابل، ارتبطت الفكاهة العدوانية أو الانهزامية بطبيعتها بميل أكبر للتعبير عن الغضب تجاه الآخرين.

ووجدت دراسة أجريت عام 2003 أن الذكور أكثر ميلاً لاستخدام الفكاهة العدوانية المُحبطة للذات مقارنة بالإناث، بينما أظهرت أخرى أُجريت عام 2007 وشملت 759 مشاركاً أن الرفاهية الذاتية للطلاب الذين استخدموا أساليب الفكاهة التي تحافظ على احترام الذات كانت أعلى، بينما كانت درجات الغضب والقلق لديهم أقل.

وفي المقابل، كانت درجات الغضب لدى المشاركين الذين استخدموا أسلوب الفكاهة العدواني أعلى، بينما كانت درجات الرفاهية الذاتية لديهم أقل.

الفكاهة واليقظة

يقول غولدن: «يتطلب الأمر قدراً من اليقظة لتهدئة الذات بشكل مؤقت، واستحضار الفكاهة كوسيلة للتعامل مع الغضب. إنها تتطلب تحويل انتباهنا من التركيز فقط على الغضب، وتجاوز قبضته العابرة والمشاعر السلبية الأخرى المرتبطة به».

ويضيف: «هذه اليقظة الذهنية تساعدنا على تعزيز قدرتنا على مراقبة مشاعرنا وأفكارنا وأحاسيسنا، بدلاً من مجرد التفاعل معها. كما أن القدرة على استحضار الفكاهة تتطلب مرونة معرفية وعاطفية، كما تتطلب تعزيز الشعور بالأمان داخل النفس. وكل هذا يساعد في تنظيم المشاعر والسيطرة عليها بفاعلية».

لكن غولدن أكد أن هذا الأمر لا يعني أن يتجاهل الشخص مشاعره؛ بل أن يكون أكثر مرحاً في التعامل معها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *