التخطي إلى المحتوى
سجن ألكاتراز سيئ السمعة… «لم يهرب أحد»


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، أنه أمر بإعادة بناء سجن ألكاتراز سيئ السمعة، وفتحه مجدداً لاستقبال أخطر مُجرمي أميركا، بعد أن كان قد جرى إغلاق السجن الفيدرالي قبل ستة عقود.

طيور تحلق فوق جزيرة ألكاتراز وسجنها سيئ السمعة (أ.ب)

يقع سجن ألكاتراز، المعروف باسم «الصخرة»، على جزيرة منعزلة في وسط خليج سان فرنسيسكو. كان ألكاتراز في الأصل حصن دفاع يتبع البحرية، وشهد احتجاز الأسرى منذ الحرب الأهلية. وأُعيد بناؤه في أوائل القرن العشرين بوصفه سجناً عسكرياً.

استُخدمت جزيرة ألكاتراز حصناً بحرياً ثم سجناً عسكرياً قبل أن تتحول لسجن فيدرالي (المكتب الفيدرالي للسجون)

وتولّت وزارة العدل الأميركية مسؤولية ألكاتراز، في ثلاثينات القرن العشرين. وفي عام 1934، وهو ذروة الحرب على الجريمة، أُعيد تهيئة السجن وزيادة تحصينه، ليصبح سجناً شديد الحراسة، ويُعدّ السجن الأكثر أماناً في العالم حينها، وبدأ استقبال المُدانين من نظام السجون الفيدرالية.

حارسان يقفان في ممر بين زنازين سجن ألكاتراز (المكتب الفيدرالي للسجون)

ضم ألكاتراز بين غُرفه وممراته مجموعة من أعتى المجرمين في التاريخ الأميركي الحديث، مثل «آل كابوني» أحد أشهر زعماء عصابات المافيا، وجورج «ماشين غن» كيلي الذي حصل على لقبه لتفضيله استخدام رشاش تومسون في عملياته.

صورة لجزيرة ألكاتراز التقطت في 4 مايو 2025 (أ.ب)

في ثلاثينات القرن العشرين، شملت إعادة تصميم سجن ألكاتراز تركيب قضبان حديدية أكثر قوة، وإنشاء سلسلة من أبراج الحراسة في مواقع استراتيجية، ووضع قواعد صارمة للسجن تتضمن نحو 10 عمليات متابعة يومية للسجناء، حتى بدا أن الهروب منه شِبه مستحيل، حيث كان ألكاتراز محاطاً أيضاً بمياه المحيط الهادئ الباردة والهائجة.

صورة جوية لسجن ألكاتراز يناير 1932 (مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي)

ورغم الصعاب والأنظمة الصارمة، شهد ألكاتراز، منذ عام 1934 حتى إغلاق السجن في عام 1963، 14 محاولة هرب شارك فيها إجمالي 36 نزيلاً، أُلقي القبض عليهم جميعاً تقريباً، أو لم ينجوا من المحاولة، وعُدَّ 5 منهم مفقودين، وفقاً لسجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي.

أُغلق السجن لأن استمرار تشغيله كان مكلفاً للغاية، وفقاً لموقع المكتب الفيدرالي للسجون. حيث كانت تكلفة تشغيله أكثر بثلاث مرات تقريباً من أي سجن فيدرالي آخر، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى موقعه بوصفه سجناً منعزلاً على جزيرة.

يوم إغلاق سجن ألكاتراز 21 مارس 1963 (أرشيف خدمة الحدائق الوطنية الأميركية عن سجن ألكاتراز)

فقد أدّت العزلة الجغرافية لهذا السجن، الذي يقع على جزيرة صخرية صغيرة، إلى تكاليف عالية جراء نقل الأغذية بالقوارب، و3.8 مليون لتر من مياه الشرب أسبوعياً، خصوصاً أنّ الجزيرة لم تتمتّع بأي مصدر للمياه العذبة.

وخلال 29 عاماً من تشغيله، كان متوسط عدد السجناء في ألكاتراز يتراوح بين 260 و275، وفقاً لإدارة السجون؛ أي أقل من 1 في المائة من عدد السجناء الإجمالي في السجون الفيدرالية.

حارسان يقفان في ممر بين زنازين سجن ألكاتراز (المكتب الفيدرالي للسجون)

السينما والأعمال الدرامية

بعدما حاز اسم ألكاتراز شهرة لدى العامة، أصبح محطَّ أنظار صُناع السينما والدراما، سواء من حيث مكان السجن المنعزل على جزيرة في المحيط، أم لطبيعة نُزلائه الأشدّ خطورة، وكذلك لمحاولات الهرب المثيرة التي جَرَت خلال فترة استخدامه.

مبنى على جزيرة ألكاتراز في خليج سان فرانسيسكو (أ.ب)

وفي عام 1962، عُرف السجن، الشديد الحراسة على نطاق واسع بعد محاولة هروب لثلاثة سجناء منه؛ من بينهم فرنك موريس الذي ألهم كتاب «الهروب من ألكاتراز» لجاي كامبل بروس في عام 1963، وتحوّل إلى فيلم يحمل الاسم نفسه من إخراج دون سيغل، وبطولة كلينت إيستوود في عام 1979.

ملصق دعائي لفيلم «الهروب من ألكاتراز» بطولة الممثل الأميركي كلينت إيستوود

اشتهر السجن أيضاً بفيلم «رجل الطيور في ألكاتراز» عام 1962 الذي قام ببطولته بيرت لانكستر، وتدور أحداثه حول القاتل المُدان روبرت سترود الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الجزيرة، وطوّر اهتماماً بالطيور وأصبح خبيراً في علم الطيور.

لقطة من فيلم «الصخرة» الذي تدور أحداثه في سجن ألكاتراز

كان السجن أيضاً موقعاً لأحداث فيلم The Rock (الصخرة) عام 1996، بطولة شون كونري ونيكولاس كيدج، الذي تدور أحداثه حول قائد سابق في القوات الخاصة البريطانية كان نزيلاً سابقاً في السجن يحاول، بصحبة كيميائي من مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنقاذ رهائن من جزيرة ألكاتراز.

نيكولاس كيدج وشون كونري في لقطة من فيلم «الصخرة» الذي تدور أحداثه بسجن ألكاتراز

وكذلك كان السجن موقعاً لأحداث عدد من الأعمال الدرامية، مثل مسلسل ألكاتراز 2012.

مزار سياحي

ويقع السجن السابق على مسافة كيلومترين من الساحل، ويُعدّ الآن مَعلماً سياحياً في خليج سان فرنسيسكو بكاليفورنيا.

زوار في جولة داخل عنبر الاحتجاز الرئيسي في السجن سيئ السمعة بجزيرة ألكاتراز (رويترز)

فقد أصبح ألكاتراز حديقة وطنية، في عام 1972، تجذب كثيرين من الزوار بسبب موقعها الاستثنائي، وعلى خلفية ماضيها كسجن فيدرالي. وتستقطب الجزيرة أكثر من مليون زائر من كل أنحاء العالم، كل عام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *