التخطي إلى المحتوى
سلاح فرنسي «معجزة» بسماء أوكرانيا.. ما هو AASM؟



في قلب المعارك بأوكرانيا، ظهر سلاح فرنسي يلفت الأنظار أكثر فأكثر، ويُنظر إليه على أنه “سلاح معجزة” قادر على قلب موازين القوى.

إنه الـ”AASM”، الذخيرة الجوية الأرضية المعيارية فرنسية الصنع، التي تحوّلت إلى إحدى أبرز الأدوات في ترسانة كييف العسكرية في مواجهة الترسانة الروسية الهائلة.

ومع استمرار الهجمات الروسية وتشديد الحرب الإلكترونية، باتت الدقة والقدرة على ضرب الأهداف مسألتين حاسمتين، وهو ما دفع الجيش الأوكراني إلى الاعتماد بشكل متزايد على هذا النظام المتطور؛ الذي يُنتج في مصانع شركة “Safran” الفرنسية الرائدة في الصناعات الدفاعية.

ما هو الـAASM؟

يُطلق على الذخيرة الجوية الأرضية المعيارية (AASM)، لقب “السلاح المعجزة”، وهي سلاح فرنسي يُنتج بالمئات من قبل المجموعة الصناعية الجوية الفرنسية سافران، ويُرسل إلى الجبهة الأوكرانية.

ويتكوّن الـAASM من طقم توجيه وآخر للدفع، يُركّبان تباعًا في مقدمة ومؤخرة قنبلة تُطلق من مقاتلة حربية.

وتتمثل مهمته في “تدمير أو تحييد أهداف أرضية”، وفقًا لما يوضحه وزارة الجيوش الفرنسية.

بمجرد تجهيزها، تصبح هذه القنابل التي يتراوح وزنها ما بين 250 إلى 1000 كغم، قادرة على إصابة الهدف بدقة عالية جدًا، بغض النظر عن الظروف المناخية أو عن وسائل التشويش التي يستخدمها الخصم.

وفي هذا الصدد، أوضح فرانك سادو، رئيس شركة “Safran” للإلكترونيات والدفاع، لصحيفة “لو باريزيان”، قائلًا: “هذه الوظيفة (التوجيه الدقيق دون الاعتماد على GPS) أساسية للغاية في أوكرانيا، حيث لا يمكنك الاعتماد على إشارة الـGPS، بسبب وجود أجهزة التشويش الروسية”.

1,200 وحدة في عام 2025

وذكرت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، أنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، أخذت الطلبية الأوكرانية على الـAASM تتزايد بإطراد.

ففي عام 2024، أنتجت الشركة الفرنسية 830 وحدة من هذا السلاح لصالح الجيش الأوكراني.

ومن المقرر أن يتم تصنيع 1,200 وحدة إضافية في عام 2025، بحسب صحيفة “لو باريزيان”، أي بمعدل حوالي 50 وحدة شهريًا، وفقًا لما صرّح به وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو.

ميزة استراتيجية

من جانبها، قالت صحيفة “لا ديبيش” الفرنسية إنه في بيئة مشبعة بأنظمة التشويش الإلكتروني الروسي المتقدم، لم تعد الذخائر الموجهة عبر “GPS” وحده موثوقة، ما يجعل من الـ”AASM” سلاحًا مثاليًا. فهو يستطيع العمل حتى في غياب إشارات الأقمار الصناعية، مستفيدًا من تقنيات القصور الذاتي والتوجيه البصري أو بالليزر.

ووفقًا لوزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، فإن الإنتاج يتم تسريعه بالتوازي مع جهود أوروبية وأمريكية لتوفير ذراع جوية دقيقة ومؤثرة للقوات الأوكرانية.

وكانت الذخائر المعيارية “AASM” مخصصة في البداية لطائرات رافال الفرنسية، لكنها باتت اليوم تُكيّف لتُستخدم على طائرات سوفيتية الصنع يمتلكها سلاح الجو الأوكراني، مثل Su-24 وMiG-29k، بحسب صحيفة “لا ديبيش” الفرنسية.

وتطلّب ذلك تعاونًا تقنيًا معقدًا بين مهندسي “Safran” ومهندسي الجيش الأوكراني، حيث تم تعديل أنظمة الطيران والبرمجيات لتتناسب مع الذخائر الفرنسية المتطورة.

يمثل تزويد أوكرانيا بالـAASM أيضًا رسالة سياسية فرنسية واضحة. ففرنسا، عبر هذا الدعم العسكري النوعي، تسعى إلى تأكيد التزامها بدعم كييف، وفي الوقت نفسه عرض كفاءة صناعتها الدفاعية المتقدمة أمام شركائها الأوروبيين والدوليين.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDo4OjYxNzowOjIzZmM6MmMzNToxIA== جزيرة ام اند امز NL

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *