وصف الخبير القانوني السوداني، حاتم إلياس، الدعوى التي تقدمت بها حكومة الجيش السوداني ضد دولة الإمارات في محكمة العدل الدولية،
بأنها كانت مجرد “أضحوكة” قانونية.
وقال الخبير القانوني السوداني، في حديث لـ”العين الإخبارية” إن الدعوى “لا ترتقي إلى روح القانون ولا قوالبه الإجرائية من حيث الشكل والمحتوى”.
وكانت الحكومة العسكرية في السودان، التي تتخذ من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر عاصمةً لها، زعمت دعم دولة الإمارات لأحد طرفي النزاع الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان 2023.
وبدأت محكمة العدل الدولية، في 10 أبريل الماضي، أولى جلسات نظر الدعوى والتي تتهم فيها الحكومة العسكرية بالسودان، دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي، دولة الإمارات بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات “الدعم السريع” والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور.
وقضت محكمة العدل الدولية في جلستها اليوم الإثنين برفض الدعوى التي تقدم بها السودان ضد الإمارات، وشطبها واعتبارها “كأن لم يكن”.
فشل متوقع
وسخر الخبير القانوني في السودان، حاتم إلياس، من طبيعة الدعوى، وقال “منذ تقديم حكومة الجيش السوداني لهذه الدعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية، كنت أتوقع فشلها تماماً، لأنني ومن واقع معرفتي بحيثيات القانون، كنت على يقين بأن هذه الدعوى لا تصلح لإقناع طلاب قانون في الفصول الدراسية الأولى في الجامعة، فكيف لها أن تنتزع حكماً قضائياً من هيئة قضائية على درجة عالية من الاحتراف والانضباط، مثل محكمة العدل الدولية”.
وأضاف إلياس: “كان واضحاً منذ البداية أن حكومة الجيش السوداني وحلفائه، أرادت من هذه الدعوى أثراً سياسياً وليست قانونياً، وهو الأمر الذي انتهى بدعواها إلى فشل ذريع، قانونياً وسياسياً أيضاً”.
خلل بنيوي
وكشف القانوني حاتم إلياس عن أن “دعوى الجيش السوداني ترتبط بحالة من الخلل البنيوي الكبير الذي ظل يلازم الدولة السودانية المختطفة من قبل التنظيم الإخواني”. وقال إلياس: “هذه الدعوى تكشف أن الدولة السودانية الحالية، فقدت رصيدها القيّم من الخبرات القانونية المحترمة، نتيجة للأوضاع الطاردة التي أنتجتها حكومة العسكريين أصحاب الولاء للتنظيم الإخواني”.
وأشار إلى أن “الذين صمموا هذه الدعوى الخجولة هم من أصحاب الطاعة والولاء ويفتقدون لكل المؤهلات القانونية التي يمكن أن يخاطبوا عبرها العالم ومؤسساته العدلية”. واستدل على “ضعف” الدعوى من حيث الإجراءات الشكلية المتعارف عليها في القانون، قبل النظر إلى محتواها “المثير للضحك”.
وشدد إلياس على أن المعارك القانونية لا تُدار بهذه الطريقة التي لا تحترم العقول، لافتاً إلى أن غالبية شعب السودان المنكوب من هذه الحرب اللعينة، يدركون أن الدعوى المرفوعة ضد الإمارات، كان القصد منها “تحقيق مكاسب سياسية تزيح حرج الهزائم العسكرية التي تلقاها الجيش السوداني وحلفائه في كثير من المواقع”.
انتصار الإمارات
وأبدى إلياس ارتياحه لقرار محكمة العدل الدولية لصالح الإمارات، وقال: “انتصرت عدالة السماء للإمارات قبل محكمة العدل الدولية، ولأن ملايين السودانيين، سواء المقيمون بداخل الإمارات، أو الذين يرتبطون بها، يدركون جيّداً أن الإمارات لم تغلق أبوابها في وجوههم خلال كارثة الحرب والنزوح مثلما فعلت كثير من الدول، بل ظلت الإمارات تمد أياديها بيضاء لشعب السودان في محنته، وقامت السلطات الإماراتية بتسهيل إجراءات الدخول والإقامة في أراضيها عبر ما يعرف بـ”إقامة الكوارث” لكل السودانيين الذين يمموا وجوههم شطر الإمارات بعد اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023″.
وأوضح أن الإمارات ظلت تتمسك بموقفها الثابت في دعم كل الخيارات التي تحقق الاستقرار والسلام في السودان، ولم تلتفت للحملات الإعلامية العدائية التي برع فيها بعض من قيادات الجيش السوداني ومن ورائه تنظيم الإخوان في السودان.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDo4OjYxNzowOjIzZmM6MmMzNToxIA== جزيرة ام اند امز
التعليقات