ظهرت الصحافية الروسية يكاتيرينا برباش في باريس، يوم الاثنين، عقب هروب جريء من موسكو الشهر الماضي، بعد أن وُضعت تحت الإقامة الجبرية، وواجهت حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب منشورات دانت الغزو الشامل الذي شنته روسيا على أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».
قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها ساعدت برباش على التخطيط لهذا الهروب المشحون بالمخاطر: فقد قطّعت الناقدة للحرب سوار المراقبة الإلكتروني و«سافرت أكثر من 2800 كيلومتر عبر طرق سرية» لتفادي المراقبة.
خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة بباريس، قال المدير العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» ثيبو بروتين: «كان هروبها من أخطر العمليات التي شاركنا بها منذ صدور القوانين القمعية في روسيا في مارس (آذار) 2022. في لحظة، كنا نظن أنها قد تكون قد ماتت».
«ليست إلا حرباً»
نددت الصحافية برباش (63 عاماً) بشدة، يوم الاثنين، بنقص الحريات في روسيا أثناء سردها لتفاصيل هروبها، قائلة: «لا توجد ثقافة في روسيا… لا توجد سياسة… إنها ليست إلا حرباً». وأضافت أن أولئك الذين رفضوا الخضوع للرقابة الحكومية عاشوا في المنفى، أو انتهى بهم المطاف في السجون.
منشوراتها على «فيسبوك» بين عامي 2022 و2023 المنددة بالحرب على أوكرانيا والتي عرّضتها للملاحقة في روسيا، جاء أحدها كالتالي:
إذن قصفتم البلد، وجعلتم المدن أنقاضاً، وقتلتم مئات الأطفال، وأطلقتم النار على مدنيين بلا مبرر، وحاصرتم ماريوبول، وحرمتم الملايين من حياة طبيعية، وأجبرتموهم على اللجوء إلى دول أجنبية؟ كل ذلك من أجل الصداقة مع أوكرانيا؟
اعتقلتها السلطات الروسية فور عودتها من مهرجان برلين السينمائي في فبراير (شباط)، واتهمتها بنشر «أخبار كاذبة» عن الجيش الروسي، وصنفتها «عميلة أجنبية»، ثم وُضعت تحت الإقامة الجبرية.
في 21 أبريل (نيسان) الماضي، اختفت برباش.
رحلة الهروب
روت برباش أنها عبرت عدة حدود، مستخدمةً قنوات سرية نسقتها منظمة «مراسلون بلا حدود»، ومكثت أسبوعين في الاختباء قبل وصولها إلى فرنسا في 26 أبريل، يوم عيد ميلادها.
وأصعب ما واجهها كان عدم قدرتها على الاتصال بوالدتها (96 عاماً) التي تركتها في روسيا. قالت: «فهمتُ أنني قد لا أراها مجدداً». وأضافت: «اتفقنا على أنني وإن لم أرها وأنا حرة أفضل من أن أراها وأنا في سجن روسي».
وأوضحت برباش أن ابنها وحفيدها لا يزالان في كييف، ولم تستطع رؤيتهما منذ اندلاع الحرب، لأنها «تحمل جواز سفر روسياً».
حياة جديدة في فرنسا؟
تأمل هذه المساهِمة السابقة في محطة «راديو فرنسا» الدولية، والتي عملت لاحقاً مع منصة «ريبوبليك» المستقلة، أن تطلب اللجوء، وتستأنف عملها مع وسائل الإعلام الروسية في المنفى. ليس لديها تصريح عمل فرنسي بعد، لكن منظمة «مراسلون بلا حدود» تقول إنها تحمل تأشيرة ستة أشهر، وتعمل على تسوية وضعها القانوني.
علّقت برباش ساخرة: «أنا هنا، وأعتقد أن الطريق لبدء حياة جديدة لن يكون سهلاً. لست صغيرة جداً… أنا شابة… لكن ليس كثيراً».
وتنضم برباش إلى موجة متزايدة من الصحافيين الروس في المنفى؛ فقد نزحت أكثر من 90 وسيلة إعلام من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة منذ اندلاع الحرب، وفقاً لمنظمة «مراسلون بلا حدود».
التعليقات