حرفياً ومجازياً، تُعدّ الأمتعة عبئاً ثقيلاً على السفر الجوي.
ولا يقتصر الأمر على الرسوم التي تردع المسافرين عن شحن الحقائب؛ بل الوقت والمتاعب التي تنطوي عليها عملية استعادتها، بالإضافة إلى خطر فقدانها أو تلفها أو تأخرها. يعاني ما يقرب من 7 من كل 1000 مسافر على مستوى العالم من سوء التعامل مع الحقائب، وفقاً لشركة «سيتا»، وهي شركة متخصصة في تكنولوجيا الطيران.
وقد ازدهرت خدمات شحن الأمتعة في السنوات الأخيرة، مما يعد بتقليل المتاعب في أثناء السفر، حيث توفر لك خدمة نقل الحقائب دون أعباء السفر، وتوفر لك متعة العثور على حقائبك في أثناء انتظارك في وجهتك.
وغالباً ما تأتي هذه الراحة بتكلفة أعلى من رسوم تسجيل الأمتعة. لذا، نتساءل: هل يستحق الأمر العناء؟
يبدأ المسافرون العملية من خلال جدولة الشحنة عبر الإنترنت مع تفاصيل حول حجم الحقيبة ووزنها، وتواريخ التسلم والتسليم، مما يؤثر على السعر. فكلما كانت الحقيبة أكبر وكلما كانت الشحنة أسرع، ارتفعت التكلفة. (تنصح معظم الشركات بتحديد موعد وصول الشحنة قبل يوم عمل واحد من وصولك).
قد تؤثر أيضاً مسافة الشحن وكيفية بدء عملية النقل على السعر. تسمح لك خدمات مثل «لاغليس»، و«شيب أند بلاي» بتوصيل أغراضك إلى مركز شحن مثل «فيديكس» أو «يو بي إس» لتوفير القليل من المال، على الرغم من أن التسلم المباشر متاح أيضاً.
وبالمقارنة، تبدأ رسوم شركة الطيران للحقيبة المسجلة من نحو 35 دولاراً، وغالباً ما تشمل المعدات الرياضية القياسية مثل الزلاجات ومضارب الغولف.
أما الحقائب المحمولة نفسها والحقائب بالحجم الكامل التي يتم شحنها مع شركة «شيب غو» المتخصصة في الأمتعة، فتبلغ رسومها نحو 70 دولاراً و80 دولاراً. وعلى المسار نفسه، حددت شركة «شيب غو» سعر حقيبة الغولف بنحو 80 دولاراً والزلاجات بنحو 95 دولاراً، والدراجة بنحو 180 دولاراً.
وكانت شركة «لاغليس» هي الأرخص، حيث يبدأ سعر أصغر حقيبة من 38 دولاراً، إذا تم منحها أسبوعاً واحداً لتوصيلها.
تستخدم سالي بروكس، وهي ممثلة مقيمة في نيويورك ولوس أنجليس، شركة «لاغليس» لشحن الحقائب منذ عام 2011. وقالت إنها عادة ما تدفع أقل من 40 دولاراً مقابل حقيبة صغيرة، مما يجعل الخدمة تنافسية مع شركة الطيران.
وقالت بروكس: «كلما قل التشتت والتوتر في المطار، كان ذلك أفضل بالنسبة لي».
أرسلت ستيفاني فيشر، وهي وكيلة في كي لارغو بولاية فلوريدا لدى شركة بريكل ترافل، حقائب العملاء مع خدمة «لاغيدج فري»، خاصة في الرحلات المعقدة. في إحدى الحالات، سافر أحد العملاء إلى باريس ثم إلى رحلة صيد في إسبانيا، وتطلبت كل رحلة حقائب مختلفة.
التخطيط المسبق هو المفتاح الأساسي. تطلب شركات الشحن من المسافرين تجهيز حقائبهم قبل السفر بوقت كافٍ للحصول على أفضل الأسعار.
يستخدم جيريمي أبيلسون، الذي يعمل في مجال التمويل، بانتظام شركة «شيب أند بلاي» لرحلات العمل. وقال: «يمكنك توفير ما بين نصف ساعة إلى 45 دقيقة في طريقك إلى مغادرة المطار لأنك لن تضطر إلى الذهاب إلى مكان تسلم الأمتعة». لكن حزم الأمتعة مسبقاً جعل من الصعب على أب لأربعة أطفال في دنفر استخدامها بانتظام في الرحلات العائلية. كما أن السعر يشكل رادعاً أيضاً. ولكن عندما يتعلق الأمر بعدة حقائب – حيث تتقاضى العديد من شركات الطيران 150 دولاراً مقابل حقيبة ثالثة – قد يكون الشحن هو الخيار الأرخص.
لقد حاولتُ في مناسبات عديدة على مدار عدة أشهر شحن حقيبة ووجدت أنني عادة لم أكن منظماً بما يكفي لإخراجها في الوقت المناسب.
اخترتُ أن أترك الحقيبة في فرع فيديكس المحلي. عادة، لا يثير ترك الحقيبة لدى شركة طيران القلق. ولكن لسببٍ ما، ترك شيء بارز كهذا خلف منضدة البيع بالتجزئة قد أثار القلق.
ومع ذلك، فقد وصلت الحقيبة بسلام بعد ثلاثة أيام، قبل الموعد المحدد، من دون أي ضرر.
كذلك، يعتمد مردود الشحن على مدى اهتمامك بالراحة. قد أقوم بالشحن مرة أخرى، خاصة مع حقائب متعددة أو غرض غير عملي مثل الزلاجات.
* خدمة «نيويورك تايمز»
التعليقات