التخطي إلى المحتوى
مؤتمر واسع للاستيطان يحث نتنياهو على ضم الضفة


في الوقت الذي زار فيه السفير الأميركي، مايك هاكابي، المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وخرق بذلك نهجاً دولياً، كشف يسرائيل غانتس، رئيس مجلس المستوطنات، عن مساعي يقوم بها هو وزملاؤه المستوطنون لكي توافق الولايات المتحدة على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مثلما كان الرئيس دونالد ترمب نفسه قد فعل في الدورة الأولى لحكمه، عندما اعترف بضم القدس والجولان.

وقال غانتس، في تعقيبه لوسائل الإعلام، إن «الفرصة السانحة اليوم، هي فرصة تاريخية لا يمكن تكرارها. ففي إسرائيل توجد حكومة اليمين الكامل وفي الولايات المتحدة يوجد رئيس لا سابق له في تأييد المشروع الاستيطاني».

وأضاف غانتس أن «السفير الأميركي في إسرائيل، هاكابي، زار المستوطنات 30 مرة في السنوات الثلاثين الأخيرة، وأمضى فيها أجمل الأوقات. ومثله زار المستوطنات 90 عضو كونغرس، تحولوا إلى لوبي للاستيطان في الولايات المتحدة».

لا تختبئ وراء ترمب

وتوجه غانتس علناً إلى نتنياهو، بمطلب حاد: «لا تختبئ وراء الرئيس ترمب. إعلان السيادة هو قرار إسرائيلي بحت. وبإمكانك إطلاقه اليوم، بلا أي عوائق. ونحن نضمن ألا يكون ذلك مرفوضاً في الولايات المتحدة».

وزار السفير هاكابي مستوطنة «شيلو» جنوب القدس، والتقى رؤساء المستوطنات، وقال لهم إنه لا يستخدم تعبير الضفة الغربية بل الاسم التوراتي «يهودا والسامرة» واستمع إلى مطلبهم بالاعتراف بالسيادة.

وربط المراقبون بين الزيارة التي تعتبر الزيارة الرسمية الأولى لسفير أميركي للمستوطنات في المناطق المحتلة، و«مؤتمر الاستيطان» الذي عقدته صحيفة «مكور ريشون» في مستوطنة عوفرا، الثلاثاء، وتم فيه وضع خطة المستوطنين لفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية.

فلسطينيون يخلون منازلهم في مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية بينما تستعد القوات الإسرائيلية لهدمها يوم الأربعاء (أ.ب)

وأكد المؤتمر أن في الضفة الغربية يوجد 550 ألف مستوطن يهودي اليوم (لا تشمل مستوطنات القدس)، يعانون ما وصفوه بـ«التمييز ضدهم» لأن القانون الإسرائيلي لا ينطبق عليهم.

ومؤتمر الاستيطان، هذا، عقد بمناسبة مرور 58 سنة على المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية و50 سنة على مستعمرة «عوفرا»، القائمة قرب بيت لحم.

الاستيطان درع إسرائيل

ولم تقتصر المشاركة على اليمين المتطرف بل حض المؤتمر شخصيات من الوسط الليبرالي، مثل رئيس الدولة، يتسحاق هيرتسوغ، ورئيس حزب «المعسكر الرسمي» المعارض، بيني غانتس.

وقال هيرتسوغ في خطابه، إن «الاستيطان هو درع إسرائيل». وأضاف: «في كل زيارة لي داخل البلاد، وخصوصاً في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة المحتلة)، تزداد قناعتي بأن الاستيطان مشروع حيوي ومزدهر».

وقال غانتس إن «المشروع الاستيطاني أهم عناصر الوجود اليهودي في أرض إسرائيل»، وحرص على التنكر لموقفه السابق في تأييد «حل الدولتين» وزعم أن «الحديث عن دولة فلسطينية أو انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، معزول عن الواقع».

وقال غانتس إن «دولة إسرائيل لا يمكنها السماح بتهديد مباشر وكبير على مواطنيها في أي منطقة حدودية، ولذلك ينبغي أن نسيطر أمنياً، وأن نحافظ على حرية تنفيذ عمليات عسكرية في غزة، وكذلك في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وكذلك في جنوب لبنان ومنطقة الحدود مع سوريا. ومعنى ذلك واضح، ومن يتحدث عن دولة فلسطينية أو انسحاب، هو بكل بساطة منعزل عن الواقع الأمني».

وأشاد بمؤتمر الاستيطان الذي دعاه لكي يكون وجوده «رمزاً للوحدة الوطنية»، وقال: «عندما قمت بالانضمام إلى الحكومة في بداية الحرب على غزة كان منطلقي الأساس هو بث رسالة إلى العدو بأننا موحدون. فإذا أطلق السنوار حربه علينا لأنه اعتقد أن إسرائيل ممزقة وضعيفة، أثبتنا له أنها موحدة وقوية».

فرض السيادة هذا العام

وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن الحكومة ستفرض السيادة في هذه السنة بشكل مؤكد. وأضاف: «نتحدث عن ذلك سنوات، لكننا بدأنا في هذه الحكومة نُقرّ الخطط، ونعمل على تنفيذها مهنياً. هكذا نقتل الدولة الفلسطينية فعلياً». وأشار إلى أن الحكومة أقرت منذ بداية العام بناء 15 ألف وحدة استيطانية، وتستثمر سبعة مليارات شيقل في شقّ طرق بالضفة. واعتبر سموتريتش أن هذه المشاريع ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد المستوطنين، قائلاً: «هكذا نجلب مليون مستوطن».

ناشط من المستوطنين بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)

وربط سموتريتش بين فرض السيادة وغزة، فقال: «في غضون أشهر قليلة سنُعلن النصر. كيف ستبدو الصورة؟ غزة مدمّرة بالكامل. سكانها متركزون من محور موراغ جنوباً في منطقة إنسانية خالية من (حماس) والإرهاب، ومن هناك سيبدؤون بالخروج إلى دول ثالثة. الرهائن يعودون إلى منازلهم، والجيش يواصل تطهير وتدمير البنى التحتية».

لكن الربط الأكبر بين غزة وفرض السيادة جاء من رئيس مجلس الاستيطان، يسرائيل غانتس، الذي كشف عن أنه يقوم بجهد حثيث على تسويق المشروع الاستيطاني في أمريكا وأوروبا والعالم العربي.

وقال: «الجميع يتحدث عنا. وقد قررنا أن نجعلهم يتحدثون معنا وليس فقط عنا». وأضاف: «الحرب في غزة يجب أن تنتهي فقط بعد اتخاذ قرار بفرض السيادة على يهودا والسامرة (الضفة). من دون السيادة لا يوجد وقف للحرب».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *