ارتفاع أسعار الأرز البسمتي بنسبة 10%.. تداعيات جديدة للصراع الهندي–الباكستاني

شهدت الأسواق العالمية لمنتج الأرز البسمتي ارتفاعًا حادًا في الأسعار بنحو 10% خلال أسبوعين فقط، في سيناريو يعكس بوضوح مدى تأثير التوترات بين الهند وباكستان، أكبر دولتين منتجتين ومصدرَتين للأرز البسمتي على مستوى العالم.

دوافع الارتفاع

1. تعطّل سلاسل التوريد: أفضى تصاعد المناوشات العسكرية على الحدود المشتركة إلى مخاوف جديّة من انقطاع شحنات التصدير، خصوصًا أن الهند تستحوذ على أكثر من 70% من الإنتاج العالمي للأرز البسمتي، تليها باكستان بنحو 20%.

2. تدابير احترازية للمستوردين: سارعت كثير من دول غرب آسيا (من بينها الإمارات وقطر والكويت)إلى تعزيز وارداتها المخزّنة من الأرز البسمتي، تجنّبًا لأي تعثّر في الإمدادات، مع لجوء بعض المستوردين إلى توقيع عقود آجلة بأسعار مرتفعة لضمان الاستلام في الأوقات المقبلة.

تأثير السياسات الأمريكية

فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا رسومًا جمركية جديدة على واردات الأرز البسمتي، مما دفع الكثير من المستوردين الأمريكيين لتخزين كميات إضافية قبل دخول التعريفة حيز التنفيذ.

وقد انعكس ذلك بدوره على زيادة الطلب العالمي، وزيادة الضغط التصاعدي على الأسعار.

تجربة مصر في زراعة البسمتي

بالتوازي مع الارتفاع العالمي، نجحت مصر للمرة الأولى في زراعة محصول الأرز البسمتي على مساحة 5 آلاف فدان في محافظات الدقهلية والغربية والشرقية والبحيرة، مستنبطة أصنافًا جديدة عالية الإنتاجية (5 أطنان للفدان) ومتوافقة مع ظروف الري المحدودة.

وأكد القائمون على المشروع القومي لتطوير الأرز بوزارة الزراعة أن هذه الخطوة قد تقلص فاتورة استيراد الأرز البسمتي التي تقدر سنويًا بمئات الملايين من الدولارات.

توقعات مستقبلية

في ضوء هذه المعطيات، يُتوقع أن تظل أسواق الأرز البسمتي عرضة لمزيد من التقلبات ما دامت حالة التوتر قائمة، فيما قد تشهد الأسعار مستويات قياسية جديدة إذا ما شمل أي تصعيد عسكري أو إغلاق للأسواق الحدودية.

كذلك، من المرجح أن تتوسع دول منتجة أخرى (كالفيليبين وتايلاند) في زيادة صادراتها لتعويض جزء من النقص المتوقع، إلا أن جودة الأرز البسمتي الهندي–الباكستاني قد تبقى ركيزة الطلب الأول عليه.