التخطي إلى المحتوى
هلوسة الذكاء الاصطناعى و الكذاب الأشر


أسباب هلوسة الذكاء الاصطناعي

 

أسباب هلوسة الذكاء الاصطناعي

مما لاشك فيه أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا عظيمة تؤثر في عموم الحضارة على كوكب الأرض، فلا أحد ينكر فضلها في تطوير الطب، ومجالات الصناعة المختلفة، ولكن لن ننسى الجانب المظلم في تلك التكنولوجيا، التي تتمثل في نشر تقنيات التزييف العميق، واستغلاله من جانب أشخاص ومنظمات مشبوهة أحيانًا، وهلوسة الذكاء الاصطناعي ليست جديدة ولكنها معلومة وموثقة، والهلوسة الإلكترونية ليست بالضرورة أنها هلوسات مقصودة ولكنها لها أسباب منطقية ومعلومة.

أسباب هلوسة الذكاء الاصطناعي.

والأسباب التي تجعل هذه التقنية تهذي وتكذب أحيانًا،هي نتاج مجموعة من المشاكل التقنية وأهمها هي خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي قد تتعامل مع المعادلات النووية المعقدة بسهولة و إنجازاً رائع، بينما في نفس الوقت قد تخطئ في أسئلة بسيطة للأطفال في الروضة، ومن مسببات تلك الأخطاء هي الترجمة اللغوية التي قد يعجز عن فهمها، فمثلا إذا وصف في إحدى الأبحاث العلمية في بحث أكاديمي، وقيل على سبيل المثال “العدد في الليمون” فقد تبرمج تلك الكلمة على أنها من صلب البحث، وقد يفهم الذكاء إنها بحث عن أعداد الليمون في الشجر، أو أنها عنوان لفيلم سينمائي، ومن هنا قد يختلط الأمر على الذكاء الاصطناعي، وعند سؤاله عن شيء مماثل تراه يتحدث بطريقة علمية عن الليمون، وهذا سبب من أسباب الأخطاء وهلوسة تلك التقنيات.

مخاطر تكنولوجيا AI.

وسبب آخر من تلك الهلوسات هي البرمجة المتحيزة، والتي جعلت الروبوتات تتعلم من الإنسان. فقد تعلم الذكاء الصناعي من الإنسان بعض الصفات السيئة ومنها أنه لا يريد أن يقول “لا أعلم”، وكما ذكر في الأثر “من قال لا أعلم فقد أفتي”، ولكن يبدو أن بعض أنواع الذكاء قد تتكبر على قول “لا أعلم”، فتراه يختلق الأجوبة والقصص المفبركة، وقد تجلى هذا بوضوح في قضية شهدتها المحكمة الفيدرالية بنيويورك حيث قام محاميان باستخدام برنامج AI (مثل Chat GPT) في كتابة مذكرة لإحدى القضايا، وذكر في المذكرة قصص ووقائع مختلفة عن قضايا مماثلة، وأن هناك سوابق قانونية مطابقة لتلك القضية، ومن هنا قام القاضي الفيدرالي بمحكمة نيويورك فعاقب المحاميان بتهمة الكذب و التضليل وتعمد عرض وقائع كاذبة على المحكمة وأمر بغرامة 5000 دولار لكليهما، وكان ذاك الخطأ بسبب استخدام AI بدون التأكد من صحة وموثوقية تلك المعلومات.

التزييف العميق ونشر الشائعات بالذكاء الاصطناعي.

أما عن استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الشائعات و الأخبار الكاذبة فحدث ولا حرج ومن ذلك ما يستخدم في الانتخابات العالمية من توجيه الرأي العام إلى موضوع سياسي مؤثر واستخدام أعداد كبيرة من الحسابات المزيفة، ونشر المقالات والأخبار الكاذبة بها ويتعامل معها الذكاء الاصطناعي لنشر المعلومات المضللة، بل يتم عمل فيديوهات السياسيين والعلماء ويُنسب على ألسنتهم الأخبار والمواقف الكاذبة، ولا يُشار الى تلك الفيديوهات على أنها مفبركة ومصطنعة، مما يؤثر على الرأي العام بالسلب، وتوجيه البسطاء من الناس إلى الآراء المتطرفة والكاذبة، ومن الأمثلة الحديثة لاستخدام التزييف في السياسة هو ما حدث في الانتخابات التمهيدية لعام 2024 في الولايات المتحدة حيث تلقى آلاف الناخبين مكالمات صوتية مزيفة بصوت الرئيس جو بايدن وهو يحثهم على التصويت في الانتخابات التمهيدية،وذلك نموذج من مجموعة كبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتزييف العميق، للتأثير على الرأي العام و تضليل المجتمع، ولابد من الوقوف حول أسباب هلوسة الذكاء الاصطناعي، التي تنتج عن أخطاء لغوية وصعوبة خوارزميات الترجمة أحيانًا والتضليل المتعمد كما يحدث في التزييف العميق، ومن الأسباب أيضًا البرمجة المتحيزة التي تعكس اتجاهات المبرمج،ولذلك لابد لمن يستخدم آليات الذكاء الاصطناعي ان يستوثق من المعلومات بطرق بحثية أخرى، حتى لا يقع في فخ الاتهام بالكذب المتعمد والتضليل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *