سلّطت قضية مغنّي الراب الأميركي شون «ديدي» كومز وتورّطه في جرائم جنسية، الضوء على محطاتٍ سوداء ومذيّلة بالدم في مسيرة فنانين ومشاهير آخرين.
وإذا كانت معظم فضائح المشاهير -ومن بينها التّهَم الموجّهة إلى «ديدي»- تدور في فلك الاعتداءات الجنسية، فإنّ ما ارتكبه زملاء له من عالم النجوميّة، تخطّى ذلك، ووصل إلى حدّ القتل.
سرعة في الركض وإطلاق النار
صباح 14 فبراير (شباط) 2013، أفرغ العدّاء أوسكار بيستوريوس ما في مسدّسه من رصاص في جسد حبيبته ريفا ستينكامب.
البطل الجنوب أفريقي المبتور الساقَين، الذي حقق أرقاماً أولمبية وشهرة عالمية، أطلق النار على ستينكامب بينما كانت مختبئة في حمّام منزله. حاول التنصّل من الجريمة حينها، بالادّعاء أنه ظنّها لصاً تسلّل إلى بيته.
لكن ما توصّل إليه المحقّقون حينها، هو أنّ شجاراً عنيفاً بين بيستوريوس وصديقته كان قد سبق مقتلها على يده. مع العلم بأنه -قبل أشهر على الحادثة- أطلق أوسكار النار داخل مطعم في جوهانسبرغ.
على خلفية الجريمة، حُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة القتل المتعمّد، إلا أنه أُفرج عنه بعد أقل من سنة على توقيفه. وبعد صولاتٍ وجولات قضائية عدة، وإقامة متقطّعة في السجن، يقيم بيستوريوس حالياً في منزل عمّه في جنوب أفريقيا؛ حيث ينشغل بالتمارين الرياضية وبالخدمة المجتمعية.
من العشق ما قتل
دائماً على قاعدة «من الحب ما قتل»، تحوّل شجار بين المغنّي الفرنسي بيرتران كانتا وحبيبته الممثلة ماري ترانتينيان إلى تراجيديا، ضجّ بها الإعلام العالمي صيف 2003.
وفق التقارير الطبية، فإنّ ترانتينيان تعرّضت لضربٍ عنيف على الرأس، ما أدّى إلى دخولها في غيبوبة توفيت على أثرها بعد أيام. حاول كانتا آنذاك تبرئة نفسه بالقول إنه دفع شريكته دفاعاً عن النفس بعد أن تهجّمت عليه، إلا أنه لم ينجُ من عقوبة بالسجن مدّتها 8 سنوات، خرج بعد انقضاء نصفها نظراً لحسن سلوكه، وفق حُكم القضاء حينها.
لازمَ كانتا الظل فترة بعد الإفراج عنه، تفادياً لإثارة غضب الفرنسيين. ولكن في عام 2012، عاد إلى نشاطه الموسيقي مُطلقاً فريقاً غنائياً جديداً. رغم ذلك، ما زال يعاني صعوبة في الظهور ضمن الحفلات والمهرجانات، بسبب وقوف مجموعات مناهضة العنف ضد المرأة في وجهه.
جريمة دخلت التاريخ
في لحظة كان يُنظر إليه في الولايات المتحدة الأميركية كبطلٍ قوميّ، صُوّبت أصابع الاتهام إلى أو جاي سيمبسون بمقتل زوجته السابقة وصديقها طعناً. نجم كرة القدم الأميركية وأحد الوجوه الإعلامية الأكثر شعبية عبر الولايات كافة، تحوّل في ليلة من عام 1994 إلى مطلوب للعدالة.
بعد العثور على جثتَي نيكول براون وصديقها رون غولدمان في حديقة منزل المغدورة، أشارت الدلائل كلها إلى سيمبسون. وقد ضاعف هو من الشكوك حوله، بمجرّد أنه رفض تسليم نفسه وآثر الهروب على متن سيارته.
تحوّل هروبه إلى مطاردة بينه وبين الشرطة استمرت 45 دقيقة، وبثَّتها محطات التلفزة الأميركية، إلى أن جرى توقيفه على الهواء مباشرة. غير أنّ محاكمته لم تبدأ سوى بعد 7 أشهر على الحادثة، وهي سُمّيت بـ«محاكمة القرن العشرين»، لفرط المواكبة الإعلامية والاهتمام العالمي الذي رافقها. ورغم الدلائل الكثيرة التي أدانته، جرت تبرئة سيمبسون مقابل تسديده 33 مليون دولار لعائلتَي الضحيتَين.
قتلٌ غير متعمّد
بعض جرائم المشاهير وقع عمداً، بينما تورّط آخرون في دماء أبرياء بشكلٍ غير مقصود. هكذا كانت الحال مع الممثل الأميركي ماثيو برودريك عام 1987. كان النجم الشاب في رحلة إلى آيرلندا الشمالية مع خطيبته حينها الممثلة جنيفر غراي، وكان يقود سيارة مستأجرة بعكس اتجاه السير وبسرعة جنونية.
اصطدمت سيارة برودريك وغراي بسيارة أخرى، ما أدّى إلى وفاة السائقة ووالدتها على الفور. استفاق الممثل في اليوم التالي على سرير المستشفى، مع قدمَين مكسورتَين وثقبٍ في الرئة. في أثناء التحقيق معه، لم يستطع تذكّر ما حصل.
اتُّهم برودريك بارتكاب جريمة قتل غير متعمّد، وكاد يُسجَن 5 أعوام. ولكن بفضل محامٍ جيّد أقنع القضاء بأن الشاب الأميركي غير مطّلع على قواعد السير على اليسار في آيرلندا، واكتُفى بتسديده غرامة قدرها 175 جنيهاً إسترلينياً.
تكرر السيناريو ذاتُه مع المغنية الأميركية براندي عام 2006. فخلال قيادتها سيارتها في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، توقّف السير على الطريق السريع بشكلٍ مفاجئ، فاصطدمت بالسيارة الأمامية. أدّى ذلك إلى وفاة السائقة بعد أن انحرفت سيارتها عن المسار وتعرّضت لصدمة ثانية أشدّ وطأة.
أمام غياب الدلائل، برّأ القضاء الأميركي المغنية الشابة، التي انشغلت بعد ذلك بجولة على البرامج التلفزيونية من أجل المجاهرة ببراءتها. وقد كانت حينذاك قد بدأت فقدان وهجها الفني.
التعليقات