التخطي إلى المحتوى
دونالد ترامب: ماذا يبغي الرئيس الأميركي من زيارته إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة؟.. “4” أسباب رئيسية


دونالد ترامب: ماذا يبغي الرئيس الأميركي من زيارته إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة؟.. "4" أسباب رئيسية

يريد أي رئيس أمريكي في بداية ولايته الثانية أن يبعث برسائل مهمة إلى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وخصومها في وقت مبكر، لكن هنا تختلف النظرة بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، والذي دائما ما ينظر إلى العالم بعين رجل الأعمال، ولذلك فإن زيارته الأولى كان مخطط لها أن تكون إلى دول الخليج العربي، لكن كانت وفاة بابا الفاتيكان سببا للتأخير في بداية ولايته الثانية.

دونالد ترامب: ماذا يبغي الرئيس الأميركي من زيارته إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة؟.. "4" أسباب رئيسية

وفي هذا الشأن يخالف ترامب غيره من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، والتي طالما يبدأون بزيارة الجيران مثل كندا والمكسيك، أو دولا أوروبية قريبة مثل الدنمارك، وذلك نظرا للمصالح الأميركية في أوروبا.

وكما كانت زيارته الأولى في ولايته الأولى إلى المملكة العربية السعودية في مايو/2017، ستكون الزيارة الأولى أيضا في ولايته الثانية إلى أرض النفط لكن بعد أن أدى العزاء في وفاة البابا فرانسيس، وذلك من أجل اللقاء بحلفاء مهمين جدًا من وجهة نظره في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم حلفاؤه في الرياض.

إذًا لماذا يعطي الرئيس الأميركي كل هذه الأهمية الكبيرة لزيارته لكل من الرياض وأبو ظبي والدوحة؟.. هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.

أولاً: الصفقات التجارية الهائلة

يقول المحلل الخليجي العُماني، عبدالله باعبود، في مقابلة لـ بي بي سي “إن صناديق منطقة الخليج واحتياطاتها النقدية، تساعدها على لعب دور كبير في الاقتصاد العالمي” وبناء على ذلك وفي ضوء ما يواجه الاقتصاد الأميركي من تحديات، فإن الرئيس الأميركي يدرك تماما أن دول هذه المنطقة تستطيع أن تساعده في جذب المزيد من الاستثمارات إلى الولايات المتحدة”.

ويأمل ترامب هذه المرة في جلب استثمارات بحوالي تريليون دولار من السعودية، كما تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بـ “إطار استثماري” داخل أميركا على 10 سنوات بقيمة تصل إلى 1.4 تريليون دولار، لكن الرئيس الأميركي جاء أيضا لتحصيل مكاسب وقتية آنية حاضرة كي يظهر بالناجح اقتصاديا في ظل الحرب التجارية التي بدأ هو في شنها على الصين.

ثانيا: النفوذ المتنامي عالميا لدول الخليج

ظهر دور المملكة السعودية القوي كوسيط بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، واستضافت الرياض مباحثات بين مسؤولين روس وأميركان بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا دون مشاركة أوكرانيا في هذه المحادثات، وظهرت مجهودات السعودية كأنها نهاية لجهود الغرب الهادفة إلى عزل روسيا، كان هذا الاجتماع المهم في 2022.

تدخلت السعودية ونجحت في وساطة لتهدئة الحرب الأوكرانية الروسية

ونجحت المملكة في استضافة مباحثات ثلاثية بين الروس والأوكرانيين والأمريكان أيضا، لكن بشكل منفصل، كما نجحت الرياض في تهدئة التوتر بين كييف وواشنطن بعد المشادات الكلامية بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض أواخر فبراير الماضي.

وكان لأوبو ظبي دور بارز بمشاركة السعودية، وتم تبادل عدد من الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وفي هذا الصدد، يشير الباحث العُماني باعبود، إلى أن هذا الدور الدولي المتنامي، جعل دول كبرى مثل الصين تنافس الولايات المتحدة في توطيد العلاقات معها.

ثالثا: التطبيع مع إسرائيل

في الولاية الأولى له، نجح ترامب في تحقيق التقارب بين إسرائيل وأربعة دول عربية أخرى هي (البحرين، الإمارات، المغرب، والسودان)، لكن الحرب السودانية الجارية الآن عرقلت المسيرة، وانضمت الثلاثة دول إلى الأردن ومصر، لكن حتى الآن لم تعترف السعودية، وهي الدولة الأقوى الآن بدولة إسرائيل.

وذكر مسؤول سعودي رفيع المستوى إلى “بي بي سي” أنه كان هناك صفقة وشيكة بين الجانبين قبل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي بدأتها حماس 7 أكتوبر 2023 للرد على العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني والتوسع في إنشاء المستوطنات.

وذكر الأكاديمي العُماني، باعبود، أن السعودية بهذا الشكل ومع إصرار نتنياهو في حربه على غزة، تبدو غير مستعدة لمناقشة القضية خلال الزيارة الحالية من ترامب للرياض.

تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية

يشار إلى أن ترامب صرح ذات مرة أن السعودية من الممكن أن لا تشترط قيام دولة فلسطينية مستقلة من أجل التوصل لاتفاق تطبيع، وهو الأمر الذي نفته الخارجية السعودية بتصريح “لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطينية”.

رابعا: الحرب في قطاع غزة وإيران والحوثيين

بعد مواقف ترامب الأخيرة من غزة، وإعلانه برغبتة تهجير شعبها إلى دول مجاورة، ورفضه إلى خطة الإعمار العربية بقيادة مصر، يتوقع من قبل الكثير من المحللين أن يطلب ترامب دعم مالي لإعادة إعمار غزة بعد أن تم تدمير القطاع بالكامل.

  • بعد رسوم ترامب.. 6.6 تريليون دولار خسائر وول ستريت

ويقول “باعبود” أن ترامب سيسعى أيضا إلى تدخل دول الخليج من أجل الإفراج عن الرهائن لدى المقاومة الإسلامية “حماس”، خاصة وأن الدوحة تشارك في جهود وساطة بين حماس وإسرائيل، وذلك من أجل وقف إطلاق النار بين الطرفين، والإفراج عن الرهائن.

دونالد ترامب: ماذا يبغي الرئيس الأميركي من زيارته إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة؟..
الحرب في قطاع غزة وإيران والحوثيين

كما عززت الولايات المتحدة من تواجدها في منطقة الشرق الأوسط نتيجة الانعكاسات على حرب غزة، وقامت بشن هجمات جوية على جماعة “أنصار الله” في اليمن بعد استهدافها للسفن بالبحر الأحمر متعللة بدعمها لغزة، لكن قبل نحو أسبوع، نجحت عُمان في التوصل إلى اتفاق بين أميركا والحوثيين وتم إبرام هدنة قبل وصول ترامب إلى المنطقة.

وفيما يتعلق بإيران وملفها النووي، فقد هدد ترامب بقصف طهران إذا لم يتم التوصل إلى صفقه بشأن الملف النووي الذي تقوم بتطويره يوما بعد يوم، لكن ترامب صرح لـ “فوكس نيوز” ذات مرة؛ أنه يفضل إبرام صفقة، وهذا ما تسعى سلطنة عُمان إليه من خلال جهودها الحثيثة الرامية إلى عقد صفقة بين طهران وواشنطن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *