تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء بعد ارتفاع حاد مدفوع بهدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث حول المستثمرون تركيزهم نحو تقرير رئيسي عن معدل التضخم الأميركي، الذي قد يؤثر على توقعات السياسة النقدية.
ومن المقرر أن يتم إصدار مؤشر أسعار المستهلك لشهر أبريل (نيسان) في وقت لاحق من اليوم، حيث يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم ارتفاعاً شهرياً بنسبة 0.3 في المائة، مع استقرار المعدل السنوي عند 2.4 في المائة.
وقال يوشين ستانزل، كبير محللي السوق في «سي إم سي ماركتس»: «بيانات التضخم اليوم لها أهمية كبيرة، حيث إن الأرقام المرتفعة قد تخفف التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى عدم إجراء أي تخفيضات على الإطلاق حتى عام 2025».
ويترقب المتداولون في الوقت الراهن خفضاً في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مرتين على الأقل بحلول نهاية العام، مع توقع أن يكون أول خفض في سبتمبر (أيلول)، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».
كما من المتوقع أن يتحدث عدد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» هذا الأسبوع، بمن فيهم رئيس البنك جيروم باول يوم الخميس. وقد أغلقت المؤشرات الأميركية الرئيسية الثلاثة على ارتفاع حاد يوم الاثنين، مسجلة أعلى مستوى إغلاق لها منذ 5 مارس (آذار)، مدفوعة بتعافي السوق بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتاً والتعاون لمنع المزيد من الضرر للاقتصاد العالمي.
وفي هذا السياق، ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الواردات الصينية من 145 في المائة إلى 30 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما ستنخفض الرسوم الصينية على الواردات الأميركية من 125 في المائة إلى 10 في المائة.
وفي أعقاب هدنة الرسوم الجمركية، أصبحت «غولدمان ساكس» أول شركة وساطة كبرى تخفض من احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
واستعادت المؤشرات الرئيسية الثلاثة خسائرها منذ 2 أبريل، يوم «التحرير»، عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية متبادلة على معظم شركائه التجاريين. وقد ساعد إعلان الوقف المؤقت لمدة 90 يوماً لدول أخرى غير الصين، إلى جانب تقارير أرباح قوية واتفاقية تجارية محدودة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأسبوع الماضي، في دعم مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك»، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، في استعادة بعض مكاسبهما.
مع ذلك، لا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أقل بنحو 5 في المائة من أعلى مستوى قياسي له في فبراير (شباط).
وفي الساعة 5:02 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي (E – minis) بمقدار 97 نقطة، أي ما يعادل 0.23 في المائة، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الصناعي (E – minis) بمقدار 26.25 نقطة، أي ما يعادل 0.45 في المائة، وانخفض مؤشر «ناسداك 100» الصناعي (E – minis) بمقدار 113.75 نقطة، أي ما يعادل 0.54 في المائة.
وانخفضت غالبية أسهم الشركات الكبرى وشركات النمو بشكل طفيف بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة، حيث تراجع سهما «تسلا» و«إنفيديا» بنحو 1 في المائة لكل منهما في تداولات ما قبل الافتتاح.
ومن بين الشركات التي شهدت ارتفاعاً في السوق، كانت شركة تداول العملات المشفرة «كوين بيس غلوبال»، التي قفزت أسهمها بنسبة 9.3 في المائة بعد انضمامها إلى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في 19 مايو (أيار).
ويُشارف موسم الأرباح على الانتهاء، حيث أعلنت أكثر من 90 في المائة من شركات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نتائجها المالية، ومن المتوقع أن تُعلن شركة التجزئة العملاقة «وول مارت» نتائجها في وقت لاحق من هذا الأسبوع. في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون مؤشرات حول إمكانية إبرام صفقة تجارية خلال زيارة ترمب إلى منطقة الخليج.
التعليقات