
في عالم المخابرات والجاسوسية، تظل قصة رأفت الهجان وإيلي كوهين من أكثر القصص إثارة وغموضًا في تاريخ الشرق الأوسط. إنها مواجهة غير مباشرة بين عميلين استخباراتيين بارعين، جسّدا صراع العقول بين المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي في ستينيات القرن العشرين.
من هو إيلي كوهين؟
إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي اخترق النظام السوري بذكاء حاد، تنكر باسم “كامل أمين ثابت” وتسلل إلى دمشق كرجُل أعمال سوري عائد من الأرجنتين. استطاع بناء علاقات قوية مع كبار المسؤولين، حتى اقتُرح لتولي مناصب عليا في الحكومة السورية. وقد زوّد إسرائيل بمعلومات استخباراتية حساسة، ساهمت في تفوقها خلال حرب 1967.
من هو رأفت الهجان؟
رأفت الهجان، وُلد باسم رفعت علي سليمان الجمال، وهو عميل سري مصري زرعته المخابرات العامة المصرية داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث عاش باسم “جاك بيتون” ونجح في اختراق دوائر المال والسياسة، حتى أصبح من أبرز رجال الأعمال في تل أبيب. لعب دورًا كبيرًا في نقل معلومات خطيرة إلى القاهرة، ونجح في تغيير مسارات حاسمة في الصراع العربي الإسرائيلي.
كيف أوقع رأفت الهجان بإيلي كوهين؟
تشير تقارير غير رسمية إلى أن رأفت الهجان، خلال تواصله مع شخصيات إسرائيلية مرموقة، اكتشف اهتمامًا مبالغًا فيه بمصدر سري في سوريا. ومن خلال تحليل المعطيات، أرسل تحذيرًا إلى القاهرة بوجود عميل خطير في دمشق. نُقلت هذه المعلومات إلى الجانب السوري، ما ساعد في تضييق الخناق على كوهين، حتى تم ضبطه وهو يرسل رسائل مشفرة إلى إسرائيل، وأُعدم عام 1965 في دمشق.
صراع استخباراتي غيّر ملامح الشرق الأوسط
قصة كوهين والهجان ليست فقط رواية مثيرة، بل درس في الحرب الاستخباراتية التي كانت تدور خلف الكواليس، وشكّلت قرارات مصيرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. بينما حظي إيلي كوهين بالبطولة داخل إسرائيل، احتفى المصريون برأفت الهجان كأحد أنجح الجواسيس في تاريخهم الحديث.
التعليقات