التخطي إلى المحتوى
ما يجوز وما لا يجوز للمضحّي في عشر ذي الحجة.. 3 أحكام يجب معرفتها


مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتكرر تساؤلات الناس حول أحكام الأضحية، خصوصًا ما يتعلق بما يجوز فعله أو تركه خلال الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، تلك الأيام المباركة التي أقسم الله بها في كتابه العزيز.

وفي هذا السياق، وردت عدة أسئلة إلى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ محمد كمال، حول ما يباح للمضحّي وما يُستحب اجتنابه، وحكم التضحية بالوكالة أو ما يعرف باسم صكوك الأضحية، وكذلك حكم تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث.

حكم قص الشعر والأظافر للمضحي

أوضح أمين الفتوى، عبر برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس حكم قص الشعر والأظافر خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، لمن نوى الأضحية، مؤكدا أن عدم الأخذ منهما سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: “إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا”.

وأشار الشيخ محمد كمال، إلى أن هذا الحديث أُسيء فهمه من قبل البعض، حيث يظنون أن هذا الأمر على سبيل التحريم، لكن جمهور العلماء والفقهاء بيّنوا أن النهي هنا محمول على الاستحباب لا الوجوب، أي أن الامتناع عن أخذ شيء من الشعر أو الأظافر لمن نوى الأضحية خلال العشر الأول من ذي الحجة هو سنة مستحبّة، وليس فرضًا أو واجبًا شرعيًا.

وقد أكّد العلماء أن هذا الحكم يشمل الرجال والنساء على حدٍ سواء، ولا يختص بالرجال فقط كما يظن البعض، والمقصود من هذا الامتناع هو التشبّه بالحُجّاج الذين يُحرِمون للحج، فيُترَك الشعر والأظافر كعلامة على تعظيم شعائر الله.

حكم الذبح بالوكالة (صكوك الأضحية)

كما أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم ثواب الأضحية إذا لم يحضر صاحبها عملية الذبح أو لم يشارك بشكل مباشر في التوزيع، حيث إن الجمعية هي من تتولى تلك المهام بالكامل، مؤكدا أن الجواب الشرعي واضح: الثواب لا ينقص إذا تم الذبح بالوكالة، وهو أمر جائز شرعًا بلا خلاف، خاصة مع توسع الجمعيات الخيرية في تقديم خدمة صكوك الأضاحي.

وأضاف أن حضور الذبح ليس واجبًا، بل هو أمر مستحب إن تيسر، لما فيه من شعور بالمشاركة وتعظيم لهذه الشعيرة، لكن عدم الحضور لا يُنقص من أجر الأضحية ولا يُبطِلها، طالما نُفّذت بالشروط الشرعية وعلى يد من هو أهل للذبح.

حكم تقسيم الأضحية لثلاثة أثلاث

وفيما يتعلق بتوزيع الأضحية، أو ما يُعرف بتقسيمها إلى ثلاثة أثلاث: ثلث للبيت، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، فإن هذا التوزيع هو الآخر مستحب وليس واجبًا، فالشرع لم يُلزِم المضحّي بتقسيم محدد، بل الهدف من التوزيع هو إشاعة الخير والرحمة بين الناس.

فمن أخذ جزءًا بسيطًا من الأضحية وترك الباقي للفقراء أو الجهات الخيرية، فقد نال الأجر والثواب، بل إن من تصدّق بها كلها أو استبقى منها جزءًا أكبر لأهل بيته لا حرج عليه، لأن الهدف من الأضحية هو القربة إلى الله تعالى، وليس الكمية أو طريقة التوزيع.

اليسر هو عنوان هذه الشعيرة

واختتم الشيخ محمد كمال حديث مؤكدا بأن اليسر هو عنوان هذه الشعيرة، وأن الإسلام يراعي ظروف الناس ويُيسر عليهم أداء الطاعات، وما على المسلم إلا أن يُخلص النية لله تعالى، سواء ذبح بنفسه أو وكل غيره، وسواء حضر أو غاب، المهم أن تكون الأضحية وفق الضوابط الشرعية.

وتابع: وفي الختام، نُذكّر بقول النبي ﷺ: “ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وشعرها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا”، (رواه الترمذي).

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *