ياسمين فؤاد سكرتيرة تنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر: انتصار جديد لمصر في المحافل البيئية الدولية

مصر تواصل تصدير الكفاءات للعالم: اختيار ياسمين فؤاد لمنصب رفيع بالأمم المتحدة

في خطوة تعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية، أعلنت الأمم المتحدة اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، لتولي منصب السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD). الإعلان جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أشاد بجهود الوزير السابق إبراهيم ثياو من موريتانيا، ورحب بخبرة فؤاد التي تمتد لأكثر من 27 عامًا في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.

ما هي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر؟

اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) هي واحدة من ثلاث اتفاقيات بيئية رئيسية صادقت عليها قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، إلى جانب اتفاقيتي تغير المناخ والتنوع البيولوجي. دخلت الاتفاقية حيّز التنفيذ عام 1996، وتعد الإطار العالمي الوحيد الملزم قانونًا الذي يركز على إدارة الأراضي بشكل مستدام ومكافحة تدهور الأراضي والجفاف.

تهدف الاتفاقية إلى تحسين حياة المتأثرين بالتصحر، واستعادة الأراضي المتدهورة، وتحقيق الحياد في تدهور الأراضي بحلول عام 2030. ويشارك في الاتفاقية أكثر من 190 دولة، تعمل سويًا على تنفيذ استراتيجيات وطنية تدعم استعادة الأراضي، وحماية النظم البيئية، وتعزيز سبل عيش المجتمعات الريفية.

تلعب الاتفاقية دورًا مهمًا في تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والنامية، وتربط بين قضايا الأمن الغذائي والمائي والتغير المناخي، مما يجعلها محورًا أساسيًا في جهود التنمية المستدامة عالميًا.

إنجازات وطنية تقود إلى مناصب عالمية

تشغل ياسمين فؤاد منصب وزيرة البيئة منذ عام 2018، وقادت خلال هذه الفترة تحولًا نوعيًا في العمل البيئي داخل مصر، عبر دمج الاستدامة البيئية في الخطط الاستثمارية القومية، وتوسيع دور القطاع الخاص في العمل البيئي. تُعرف بخبرتها في الحوكمة البيئية، التنوع البيولوجي، تغير المناخ، وتدهور الأراضي، وتمتلك سجلًا حافلًا بالإصلاحات المؤسسية التي ربطت التنمية بالبيئة على المستويين المحلي والدولي.

دور مؤثر في المؤتمرات الدولية الكبرى

لعبت ياسمين  فؤاد دورًا رئيسيًا في عدد من أهم الفعاليات البيئية العالمية. فقد ترأست مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD COP14)، وكانت المنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27. كما أسهمت بفعالية في صياغة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي حتى 2030، ودفعت بمبادرات خاصة بالتكيف والزراعة والأمن الغذائي والحلول الطبيعية.

وخلال COP27 وCOP28، قادت ياسمين فؤاد جهود التكامل بين اتفاقيات ريو الثلاث، وأشرفت على مفاوضات تمويل المناخ في خمسة مؤتمرات، ممثلة مصالح الدول النامية أمام المجتمع الدولي.

قيادة إقليمية في ملف المناخ والتنمية

إقليميًا، كان لفؤاد حضور بارز ضمن لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتغير المناخ (CAHOSCC) ومؤتمر الوزراء الأفارقة للبيئة (AMCEN). وساهمت في بلورة مبادرتي التكيف الإفريقية والطاقة المتجددة في إفريقيا، إلى جانب دورها في لجنة توجيه البرامج الإقليمية للنيباد في مجالات الأراضي والتنوع البيولوجي والمناخ.

خلفية أكاديمية عالمية

على المستوى الأكاديمي، عملت ياسمين فؤاد باحثة زائرة في جامعة كولومبيا الأمريكية، وأسهمت في تأسيس مركز التميز للتكيف المناخي في مصر، كما شاركت في إعداد أوراق سياسات حول التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تحمل ياسمين فؤاد درجة الدكتوراه في العلوم السياسية (الدراسات الأورومتوسطية)، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية، وهي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية.

دبلوماسية بيئية تصنع الفرق عالميًا

يعكس اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد لهذا المنصب الدولي الرفيع اعترافًا عالميًا بدورها القيادي في العمل البيئي متعدد الأطراف، ويُعد إنجازًا جديدًا يُضاف لسجل مصر في تقديم الكفاءات التي تسهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة على مستوى العالم.