
هل شعرت يومًا بالحزن الشديد أو القلق مع اقتراب الليل؟ ربما تكون تعاني مما يعرف بـالاكتئاب الليلي، وهي حالة نفسية يعاني فيها الكثير من الأشخاص من مشاعر الحزن والضيق الشديد عند المساء، خاصة مع غياب المشتتات وهدوء الليل.
رغم شيوع هذه الظاهرة، إلا أن عددًا كبيرًا من الناس لا يدركون أنهم يمرون بها، ويعتقدون أن الأمر مجرد حالة مزاجية مؤقتة. في هذا المقال، نستعرض أعراض الاكتئاب الليلي الشائعة التي قد تكون مررت بها دون أن تعرف السبب الحقيقي، ونقدم لك خطوات أولية للتعامل معها.
1. الخوف من الاستيقاظ صباحًا
من أبرز علامات الاكتئاب الليلي أن تشعر بالخوف أو الإحباط عند التفكير في الاستيقاظ صباحًا لمواجهة يوم جديد. الشعور بأن كل يوم يشبه سابقه، دون أمل أو تغيير، قد يجعلك تدخل في حلقة مفرغة من التفكير السلبي قبل النوم، مما يزيد من اضطرابات النوم ويُعمّق الإحساس باليأس.
2. الإرهاق الذهني رغم التعب الجسدي
هل تجد نفسك مستلقيًا على السرير لساعات دون القدرة على إيقاف تفكيرك؟ كثيرون ممن يعانون من اكتئاب الليل يواجهون صعوبة في “إغلاق عقولهم”، حيث يبدأ العقل في استرجاع المواقف المحرجة أو الأفكار السلبية بوتيرة سريعة، مما يمنع النوم الهادئ حتى وإن كانوا مرهقين جسديًا.
3. الاستيقاظ مرهقًا رغم النوم
إذا كنت تنام لساعات كافية لكنك تستيقظ مرهقًا ومنهكًا، فذلك قد يكون مؤشرًا واضحًا على أعراض الاكتئاب الليلي. يعاني البعض من خلل في إيقاع الساعة البيولوجية أو من النوم غير العميق، مما يجعل النوم بلا فائدة حقيقية، ويعزز مشاعر الإحباط.
4. الذعر الليلي وشلل النوم
يعاني بعض الأشخاص من نوبات هلع أثناء النوم، تشمل صراخًا أو إحساسًا بالخوف الشديد، أو حتى من شلل النوم، وهو الاستيقاظ دون القدرة على الحركة أو الكلام. هذه الأعراض قد تكون صادمة ومربكة، وغالبًا ما ترتبط بالاكتئاب والقلق الليلي، ما يستدعي طلب المساعدة من مختص نفسي.
5. تشغيل الأصوات طوال الليل
هل تعمد إلى ترك التلفاز أو الراديو مفتوحًا طوال الليل؟ هذه العادة قد تكون مؤشرًا على محاولتك الهروب من الصمت، الذي يُضخم من التفكير السلبي. كثيرون من المصابين بـالاكتئاب الليلي لا يحتملون العزلة مع أفكارهم، لذا يسعون دائمًا لخلق بيئة بها ضجيج خفيف لتشتيت عقولهم.
كيف تتغلب على الاكتئاب الليلي؟
حاول وضع روتين نوم منتظم وثابت.
تجنب استخدام الهاتف أو الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.
تحدث مع صديق مقرب أو مختص نفسي عند شعورك بالضيق.
لا تتردد في طلب الدعم المهني من طبيب أو معالج نفسي مختص.
اكتئاب الليل حالة نفسية أكثر شيوعًا مما نظن، وقد تمر بها دون إدراك. لا تخجل من الحديث عنها أو طلب المساعدة. تذكر أن الاهتمام بصحتك النفسية لا يقل أهمية عن العناية بجسمك. فليكن الليل وقتًا للراحة، لا ساحة للقلق.
التعليقات