
أكد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، عودة أكثر من 400 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم عبر المعابر الحدودية البرية خلال ستة أشهر، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وتشير هذه العودة الجماعية إلى تحسن الأوضاع في بعض المناطق السورية وعودة الاستقرار النسبي بعد سنوات من النزاع الداخلي.
وفي حديثه مع قناة “الإخبارية” السورية، أوضح علوش أن هذه العودة تمثل بداية مرحلة جديدة من الاستقرار، مشيرًا إلى أن “أكثر من 400 ألف سوري عادوا إلى البلاد عبر المعابر الحدودية البرية، منذ تحريرها من النظام السابق في 8 ديسمبر 2024”.
وأضاف أن “شهر مايو الماضي شهد عودة حوالي 90 ألف سوري إلى وطنهم للاستقرار فيها”.
وأشار علوش أيضًا إلى الأرقام الأخيرة للعودة في بداية شهر يونيو، حيث تم تسجيل “عودة أكثر من 25 ألف مواطن عبر المنافذ البرية خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي”، ما يعكس استمرار تدفق اللاجئين إلى سورية واستعادة ثقتهم في الظروف الراهنة.
وأوضح علوش أن غالبية السوريين الذين عادوا إلى بلادهم اختاروا العودة عبر المعابر البرية من الدول المجاورة مثل تركيا والعراق ولبنان والأردن.
وكانت هذه الدول استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين منذ بداية النزاع في عام 2011، ومع مرور الوقت أصبحت بعض المناطق في هذه الدول تقدر أعداد اللاجئين بملايين.
وتعتبر العودة إلى سوريا من الحدود البرية خطوة هامة في جهود إعادة الإعمار والاستقرار، على الرغم من التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجهها البلاد، مثل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، والصراعات المستمرة في بعض المناطق.
ورغم ذلك، يرى العديد من السوريين في العودة إلى وطنهم أملًا جديدًا في بناء حياة أفضل بعيدًا عن اللجوء.
تسعى الحكومة السورية إلى توفير الظروف الملائمة لاستقبال العائدين، من خلال تحسين الأوضاع الأمنية في المناطق التي عادوا إليها، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمرافق العامة.
- ولكن تبقى الأسئلة حول كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بعودة هذا العدد الكبير من اللاجئين في وقت واحد.
في الوقت نفسه، تشدد السلطات السورية على ضرورة التعاون مع الدول التي تستضيف اللاجئين من أجل تسهيل عودتهم الطوعية، في حين تواصل العمل على تعزيز الاستقرار في الداخل السوري وجذب الاستثمارات التي من شأنها تسريع عملية إعادة الإعمار.
تعد هذه العودة جزءًا من جهد أكبر لإعادة بناء سورية بعد سنوات من الحرب، وهي تشير إلى أن الأوضاع في بعض المناطق قد تحسنت بما يكفي لجذب اللاجئين للعودة، ولكن التحديات ما زالت قائمة أمام تحقيق استقرار كامل في البلاد.
التعليقات