
في مشهد لم يعتده جمهور الكرة الإنجليزية، انفجر نجم ريال مدريد والمنتخب الإنجليزي جود بيلينجهام غضبًا عقب خسارة منتخب بلاده أمام السنغال بنتيجة 3-1، في المباراة الودية التي جمعت الفريقين مساء الإثنين على ملعب “سيتي جراوند” بمدينة نوتنجهام.
كانت هذه المواجهة تاريخية من جميع الزوايا؛ إذ سجّل المنتخب السنغالي أول فوز له على إنجلترا في تاريخ اللقاءات بينهما، ليحقق “أسود التيرانجا” إنجازًا قاريًا فريدًا لم يسبقه إليه أي منتخب أفريقي. وقد بدأت المباراة بشكل مثالي لإنجلترا، حيث افتتح القائد هاري كين التسجيل في الدقيقة السابعة بعد خطأ مشترك بين دفاع السنغال وحارس مرماه.
لكن المنتخب الإنجليزي لم يحافظ على تفوقه طويلًا، فقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، تمكن النجم السنغالي إسماعيل سار من تسجيل هدف التعادل، مستغلًا خطأ فادحًا من كايل ووكر في التغطية الدفاعية. وفي الشوط الثاني، انقلبت المباراة رأسًا على عقب، بعدما أضاف حبيب ديارا الهدف الثاني لصالح السنغال، قبل أن يختتم شيخ صبالي ثلاثية الضيوف بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع، وسط ذهول الجماهير الإنجليزية التي ملأت المدرجات.
لكن اللحظة التي أشعلت فتيل الغضب كانت عندما ألغى الحكم هدفًا رائعًا سجله جود بيلينجهام في الدقيقة 83، بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR) التي أظهرت لمسة يد من زميله ليفي كولويل في بداية الهجمة. القرار أثار موجة غضب عارمة على أرض الملعب وفي المدرجات، وامتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه العديد من المحللين – بينهم هاري كين وإيان رايت – بأنه قرار “جائر” و”مخيب للآمال”.
وعقب إطلاق صافرة النهاية، التقطت عدسات الكاميرات لحظة نادرة ومثيرة للجدل، ظهر فيها بيلينجهام وهو يركل مبرد المياه بعنف، ثم ينطلق باتجاه الحكم المساعد في مشهد مثير بدا وكأنه على وشك التصعيد، لولا تدخل القائد هاري كين سريعًا لإبعاده وتهدئته. ورغم انفعاله الواضح، حرص بيلينغهام على مصافحة الجماهير وتقديم قميصه لطفل صغير في المدرجات، في محاولة لاستعادة بعض الهدوء قبل التوجه إلى غرف الملابس.
هذا التصرف ليس الأول من نوعه من بيلينجهام، حيث سبق له أن أظهر ردود فعل غاضبة مماثلة خلال مباريات ريال مدريد، أبرزها مواجهة فالنسيا في أبريل الماضي حين احتج بعنف على قرارات حكم الفيديو.
خسارة إنجلترا أمام السنغال لم تمر مرور الكرام، فقد تعرض المدرب الألماني توماس توخيل، الذي تولى مسؤولية تدريب المنتخب مؤخرًا، إلى هتافات غاضبة من الجماهير، والتي طالبته بإعادة ترتيب أوراق الفريق سريعًا قبل الاستحقاقات الكبرى القادمة، وعلى رأسها بطولة كأس العالم. ويبدو أن توخيل بات مطالبًا بتحسين المنظومة الدفاعية التي ظهرت في حالة من الفوضى والتفكك، خاصة في ظل الأداء الباهت لبعض الأسماء الثقيلة.
هذه المباراة قد تُمثل جرس إنذار مبكر للمنتخب الإنجليزي، ليس فقط بسبب الخسارة أمام منتخب أفريقي للمرة الأولى، ولكن بسبب ما كشفته من هشاشة نفسية وتوتر كبير لدى نجوم الفريق، وعلى رأسهم جود بيلينجهام، أحد أهم عناصر مشروع إنجلترا للمستقبل.
التعليقات