
رغم أن جرائم القتل غالبًا ما ترتبط بالرجال، إلا أن هناك حالات نادرة، لكنها أكثر صدمة، تكون فيها المرأة هي الجانية، والأبناء والزوج هم الضحايا. وتزداد فداحة الفعل حين تكون الأم هي من تقتل أطفالها بدم بارد، هؤلاء الذين جلبتهم إلى الحياة وكانت مسؤولة عن رعايتهم. فما الذي قد يدفع امرأة إلى ارتكاب جريمة ضد أقرب الناس إليها؟
في هذا التقرير، نرصد 10 من أكثر جرائم القتل العائلي بشاعة ارتكبتها نساء، ونكشف الدوافع الصادمة التي وقفت خلف تلك الجرائم: من الأمراض النفسية، والاكتئاب، إلى الرغبة في الانتقام أو اليأس الكامل من الحياة.
1. أوبريان مور.. المرض العقلي أنهى حياة أسرة بأكملها
في 18 فبراير 2019، اصطحبت أوبريان مور، وهي أم أمريكية لثلاثة أطفال، أبناءها في نزهة وهمية، ثم اقتادتهم واحدًا تلو الآخر إلى غابة قريبة حيث أطلقت عليهم النار باستخدام بندقية صيد. بعد تنفيذ الجريمة، توجهت إلى منزل صديقها وانتحرت أمامه.
أوبريان، التي كانت تعاني من انفصام الشخصية غير المحدد، سبق تحذير السلطات من حالتها النفسية وخطورتها، وأوصى أخصائيون بإدخالها مستشفى للأمراض العقلية. لكن للأسف، لم يُتخذ إجراء حاسم في الوقت المناسب.
2. إثيل جيلر يلدم.. “أنا متعبة جدًا” كانت رسالتها الأخيرة
في 6 مايو 1930، ارتكبت إثيل جريمة مروعة بعدما أخذت أطفالها السبعة لالتقاط صورة جماعية، ثم أعادتهم للمنزل واستحمت بهم ووضعتهم في الفراش، قبل أن تطلق عليهم النار واحدًا تلو الآخر. ثم وجهت السلاح إلى نفسها.
تركت إثيل رسالة لأطفالها الثلاثة من زواجها الأول، أعربت فيها عن إرهاقها وعدم قدرتها على الاستمرار. عاشت أيامها الأخيرة تحت ضغوط اقتصادية، حيث كان زوجها في السجن، وكانت وحيدة في إعالة الأسرة. نُقلت إلى السجن وهي مصابة لكنها توفيت بعد تسعة أيام.
3. جينيفر هارت.. من أم مثالية إلى قاتلة متعمدة
بدا للناس أن جينيفر وزوجتها تعيشان حياة عائلية مثالية، مع أطفالهما الستة بالتبني. كانت الأسرة تشارك في المناسبات الخيرية والسياسية، وتروج لصورة “عائلة ملهمة”. لكن خلف الأبواب، كانت الاعتداءات النفسية والجسدية على الأطفال حاضرة بقوة.
في مارس 2018، وبعد زيارة من موظفي الرعاية الاجتماعية بسبب بلاغ عن سوء معاملة، قررت جينيفر إنهاء حياة الجميع. قادت سيارتها بسرعة نحو منحدر بولاية كاليفورنيا، لتسقط من ارتفاع 30 مترًا، وتقتل كل من كان بداخل السيارة.
4. إيما كوبر.. ليلة سينمائية انتهت بمجزرة أسرية
في يونيو 1908، قررت إيما كوبر اصطحاب أسرتها إلى عرض مسرحي، وقالت إنها تريدهم أن يقضوا “ليلة سعيدة”. بعد عودتهم إلى المنزل، استخدمت الكلوروفورم لتخديرهم ثم أطلقت النار عليهم جميعًا أثناء نومهم، ثم أنهت حياتها بنفس الطريقة.
كان زوج إيما عاطلًا عن العمل، وهي تعاني من اضطرابات نفسية شديدة بعد ولادة طفلها الأخير، ما دفعها إلى ارتكاب جريمة قتل جماعي، نجا منها طفلها الوحيد، فريد، لكنه توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه.
5. راشيل ديفيد.. الموت من شرفة فندق فاخر
في أغسطس 1978، في مدينة سولت ليك بولاية يوتا، قامت راشيل ديفيد بإلقاء أطفالها السبعة من شرفة الطابق الحادي عشر في الفندق، ثم لحقت بهم منتحرة. كانت تعيش مع زوجها وأطفالها في عزلة شبه تامة، وتعتمد على خدمة الغرف فقط.
نجت فتاة واحدة من الأطفال، وكانت تدعى أيضًا راشيل، لكنها عانت من إصابات خطيرة. بقيت أسباب هذه الجريمة غامضة، لكن تقارير عديدة تشير إلى ظروف معيشية غريبة وضغوط نفسية هائلة.
6. جودي كيربي.. القيادة نحو الموت
في 25 مارس 2000، قادت جودي كيربي سيارتها بسرعة تفوق 160 كيلومترًا في الساعة على طريق سريع بولاية إنديانا، عكس اتجاه السير، قبل أن تصطدم بميني فان بشكل مباشر. الحادث أودى بحياة سبعة أشخاص، منهم ثلاثة من أطفالها وابن أختها.
كانت جودي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة إلى مشاكل في علاقتها الزوجية، ما دفعها إلى ارتكاب هذه الجريمة المأساوية.
7. ألما كيبلي ماكنينش.. الأم التي قتلت أطفالها أثناء نومهم
في ليلة عيد الهالوين، استخدمت ألما بندقية آلية لإطلاق النار على أطفالها الخمسة أثناء نومهم، ثم أطلقت النار على نفسها. نجا اثنان من أبنائها فقط لأن الذخيرة نفدت قبل أن تصل إليهما.
ترك الجريمة رسالة انتحار مؤلمة قالت فيها: “لقد تحملت كل ما يمكنني تحمله”.
8. تريسي شو.. النار سلاحها المفضل
في ديسمبر 1994، أضرمت تريسي شو النار في منزلها بينما كان أطفالها الأربعة ومربيتان بداخله. رغم أنها خرجت من المنزل حاملة طفلها الرضيع، إلا أن البقية لقوا مصرعهم.
أفاد شهود أن تريسي هددت سابقًا بحرق المنزل وقتل أطفالها إذا تم هجرها. أُدينت بارتكاب ست جرائم قتل من الدرجة الأولى، وحُكم عليها بستة أحكام بالسجن مدى الحياة.
9. إليزابيث جريجور.. خطة مروعة مكتملة الأركان
أطلقت إليزابيث النار على ثلاثة من أطفالها أثناء مشاهدتهم للتلفزيون، ثم قتلت توأمها الرضيعين، وبعدها أطلقت النار على زوجها عند عودته إلى المنزل. كشفت التحقيقات أنها كانت تخطط للجريمة منذ أسابيع، رغم أنها كانت تتلقى علاجًا نفسيًا.
10. فرانسيس نيوتن.. التأمين كان الدافع؟
في أبريل 1987، قُتل زوج فرانسيس وطفليها في شقتهم، وكانت هي المشتبه الأول. أظهرت التحقيقات أنها كانت تمر بأزمة زوجية، وأصدرت مؤخرًا بوالص تأمين على حياة زوجها وابنتها الصغرى بقيمة 100 ألف دولار.
تم تنفيذ حكم الإعدام بحقها في سبتمبر 2005، لتكون أول امرأة سوداء تُعدم في ولاية تكساس منذ الحرب الأهلية.
لماذا ترتكب الأمهات مثل هذه الجرائم؟
تتعدد الأسباب بين الأمراض العقلية مثل الفصام والاكتئاب الحاد، وضغوط الحياة الاقتصادية، والمشاكل الزوجية، والرغبة في إنهاء معاناة الأسر بأكملها أو الانتقام من الشركاء. لكن القاسم المشترك بين هذه الحالات هو أن الخلل النفسي أو العاطفي يقود إلى قرارات كارثية تنتهي بمجازر أسرية.
التعليقات