تداعيات خطيرة للحرب.. تأثيرات سلبية جيوسياسية واقتصادية ضخمة بسبب النزاع بين إسرائيل وإيران

حذر عدد من الخبراء من تداعيات الحرب الخطيرة المندلعة الآن بين إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، إذ شنت الأولى هجوما صاروخيا فجر الجمعة الماضية استهدفت به مواقع عسكرية واستراتيجية وقادة عسكريين وعلماء نويين في طهران، لترد الأخيرة بهجوم أكثر قوة وعنفا مستخدمة صواريخ باليستية، ليشتد الصراع في المنطقة وينذر بكارثة إنسانية واقتصادية.

وأكد الخبراء أن استمرار الصراع بهذه الصورة سيكون له تداعياته السلبية على كافة المستويات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية، بما يتطلب ويفرض سرعة التدخل لوقف هذه الحرب الغاشمة.

الاستثمار الآمن في الحروب

في هذا الإطار، يرى النائب المهندس أحمد صبور عضو مجلس الشيوخ، وأحد المستثمرين العقاريين في مصر، أن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران كانت الدفاع نحو لجوء المستثمرين إلى الاستثمار في الملاذ الآمن وهو الذهب، مما ترتب عليه ارتفاع سعر الذهب بنسبة 1.7%.

تأثر أسعار النفط بالحرب بين إسرائيل وإيران

أوضح النائب أحمد صبور أن الحرب المشتعلة بين تل أبيب وطهران دفعت إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 7%، وارتفع سعر خام غرب تكساس إلى الوسيط إلى ما يقارب 77 دولارًا للبرميل، وتجاوز سعر خام برنت وهو المعيار الدولي، 78 دولارًا للبرميل، ويعد ذلك الأثر الاقتصادي العالمي المباشر، ولكن الآثار الاقتصادية الأخرى أكبر من ذلك بكثير، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الناشئة والدول الكبرى خوفاً من توسع النزاع.

وشدد عضو مجلس الشيوخ على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف الحرب، إذ ان استمرارها سيؤدي إلى تغيرات جيوسياسية لها تداعياتها الاقتصادية، مشيرا إلى أنه في حالة إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز والذي تمر من خلاله 20% من تجارة النفط، سيكون هناك ارتفاعات جنونية لأسعار النفط، مما يترتب عليه ارتفاع لمؤشرات التضخم عالمياً.

تأثر تحويلات العاملين المصريين بالخارج

لفت النائب أحمد صبور إلى أنه في حالة إقدام إيران على ضرب القواعد الامريكية في دول الخليج، سيؤدي ذلك إلى العديد من التداعيات السلبية على اقتصاد دول الخليج، مما سيكون له تأثيراته السلبية على تحويلات العاملين المصريين بالخارج

الحرب ليست نزهة

اختتم صبور قائلا: إن الحرب ليست نزهة وآثارها الاقتصادية على منطقة الشرق الأوسط وعلى مصر كبيرة جداً، من هنا جاء بيان الخارجية المصرية أن استمرار الحرب يعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة.

زيادة التوتر في المنطقة

يقول الباحث الحقوقي محمد حنفي الشنتناوي إن ما حدث بين إيران وإسرائيل فجّر الوضع في المنطقة بشكل خطير، إذ كان هنا ضربات قوية متبادلة بين الجانبين أفقدهما خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن ما يحدث ليس مجرد تبادل ضربات لكنه تصعيد ممكن يجرّ المنطقة كلها لصدام واسع.

وأوضح الشنتناوي أنه إذا تطورت المواجهة إلى حرب شاملة سنرى تداعيات وتأثير كبير على أسعار البترول وحركة الملاحة في الخليج، كما سيزيد التوتر على حدود لبنان وسوريا بما يعني احتمال تدخل أطراف أخرى مثل حزب الله أو أمريكا بشكل مباشر.

وشدد الباحث محمد حنفي الشنتناوي على ضرورة أن تتابع مصر الحدث عن قرب لأن أي اضطراب في مضيق هرمز أو ضرب سلاسل الإمداد سيؤثر على أسعار الوقود والطاقة التي تستوردها بما يعني زيادة الضغط على الاقتصاد، مضيفا: أي توتر كبير في حدود إسرائيل أو غزة ممكن يشدّ المنطقة كلها، ومصر بحكم موقعها وحدود مصر يجب أن تكون مستعدة لأي طارئ أمني أو سياسي.

واختتم قائلا: دورنا كمصريين، خاصة على مواقع التواصل يفرض علينا أن نكون عقلانيين ونبتعد عن ترويج الشائعات أو الانحياز لأي طرف، فهذه الحروب بها تضليل إعلامي، وكل كلمة تنشر دون وعي ممكن أن تؤثر على وعي الناس واستقرار الداخل، لذا يجب أن نفكر في مصر بالمقام الأول.. ونترك إدارة الملفات للجهات المختصة.