في ظل التوترات المتصاعدة بمنطقة الخليج العربي، يلوح في الأفق شبح أزمة عالمية جديدة قد تنفجر في أية لحظة إذا أقدمت إيران على تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لتصدير النفط والغاز.
يقع مضيق هرمز في منطقة الخليج العربي بين سلطنة عمان وإيران، وهو الممر البحري الضيق الذي يربط الخليج العربي بـ بحر عمان ومنه إلى المحيط الهندي.
هذا المضيق الاستراتيجي لا يُعد مجرد ممر مائي، بل هو شريان اقتصادي وأمني يغذي الاقتصاد العالمي بالطاقة، ويُعد من أهم الممرات المائية في العالم لنقل النفط والغاز. ويؤمّن مصالح كبرى الدول الصناعية. فما هي الأضرار الكبرى التي قد تصيب العالم في حال تنفيذ هذا التهديد؟ في هذا التقرير نستعرض أبرز خمس أضرار كارثية محتملة.
1- ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا إلى مستويات قياسية
يمر عبر مضيق هرمز نحو 20% من إمدادات النفط الخام والمنتجات النفطية المصدرة عالميًا. إغلاق المضيق سيؤدي إلى نقص حاد وفوري في المعروض النفطي، ما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع الجنوني، متجاوزة حاجز 150 دولارًا للبرميل وربما أكثر. هذا الارتفاع سيشعل موجات تضخم غير مسبوقة في اقتصادات الدول المستوردة للطاقة، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي واليابان والهند.
2- أزمة طاقة خانقة في آسيا وأوروبا
تعتمد العديد من الدول الآسيوية مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان بشكل أساسي على النفط والغاز الخليجي الذي يمر عبر هذا الممر. كذلك، ستواجه أوروبا أزمة حادة في إمدادات الغاز المسال. ومع ندرة البدائل الفورية، قد تعجز بعض الدول عن تأمين احتياجاتها، ما يؤدي إلى تقنين الكهرباء وتعطل قطاعات صناعية كبرى.
3- اضطراب في حركة التجارة العالمية
لا يقتصر استخدام مضيق هرمز على شحنات النفط والغاز فقط، بل تمر منه أيضًا سفن تحمل البضائع والسلع الاستراتيجية. إغلاقه سيعطل طرق التجارة ويزيد تكاليف الشحن والتأمين بشكل كبير، ما سينعكس على أسعار السلع عالميًا ويؤدي إلى نقص في الإمدادات، خاصة في المواد الغذائية والمنتجات الصناعية.
4- إشعال صراع عسكري في الخليج العربي
من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى ردود فعل عسكرية فورية من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، بهدف إعادة فتح الممر وتأمين الملاحة. هذا الصراع سيهدد أمن المنطقة بأسرها، وسيعرض الدول الخليجية والمنشآت النفطية الحيوية لخطر الهجمات، ما يزيد من تعقيد الأزمة.
5- انهيار أسواق المال العالمية
أي اضطراب في إمدادات الطاقة يؤدي إلى اهتزاز ثقة المستثمرين بالأسواق العالمية. إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى هبوط حاد في مؤشرات البورصات العالمية، وهروب رؤوس الأموال إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار. وقد تدخل الأسواق في دوامة ركود اقتصادي عميق يصعب الخروج منها سريعًا.
إغلاق مضيق هرمز ليس مجرد تهديد عابر، بل هو خطوة قد تُطلق شرارة أزمة عالمية شاملة تؤثر على الاقتصاد والتجارة والأمن. المجتمع الدولي مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إيجاد حلول دبلوماسية لتفادي هذا السيناريو الكارثي الذي يهدد استقرار العالم.
التعليقات