
القذف الإيراني الإسرائيلي: حقيقة الوضع ومن الأشد تأزمًا؟
مقدمة: تحول الصراع من الظل إلى المواجهة المباشرة
شهدت العلاقة بين إيران وإسرائيل تحولًا جوهريًا في السنوات الأخيرة، متجاوزة عقودًا من حروب الوكالة والعمليات السرية لتصل إلى مواجهات عسكرية مباشرة غير مسبوقة، خاصة في عامي 2024 و2025. يمثل هذا التحول نقطة مفصلية في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط، مما يرفع بشكل كبير شبح صراع إقليمي أوسع ويتطلب إعادة تقييم شاملة للديناميكيات الفاعلة.
إن هذا التحول من حروب الظل إلى الاشتباك المباشر يُعرف بـ “نقلة نوعية في نمط الصراع”، حيث انتقل من حروب الوكالة والعمليات السرية إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة. وقد تجلى ذلك بوضوح في الهجوم الإيراني في أبريل 2024، الذي كان “أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل بعد أن كان الصراع بالوكالة، والأكبر من نوعه”. هذا الصدام المباشر جاء بعد عقود من المواجهات غير المباشرة عبر الحلفاء والوكلاء.
يشير الانتقال من حروب الوكالة إلى الضربات المباشرة إلى تآكل خطير في “قواعد الاشتباك” غير المكتوبة التي كانت تحكم الصراع في السابق. كانت حروب الوكالة توفر هامشًا من الإنكار وتسمح باحتواء النزاعات، مما يجنب المواجهة المباشرة بين الدول. وعندما تحدث ضربات مباشرة على الأراضي السيادية، فإن ذلك يعني تجاوز الخطوط الحمراء التي كانت محترمة سابقًا. هذا يشير إلى أن القواعد التقليدية التي حكمت الحرب الخفية لم تعد قائمة، مما يؤدي إلى بيئة أكثر تقلبًا وأقل قابلية للتنبؤ. إن الانخراط المباشر يمس الكبرياء الوطني والقوات العسكرية المباشرة لكلا الدولتين، مما يجعل التهدئة أكثر صعوبة دون أن يبدو أي طرف ضعيفًا أو فاقدًا لمكانته داخليًا وإقليميًا.
يزيد الطابع المباشر للهجمات الأخيرة، خاصة تلك التي تستهدف مواقع حساسة أو شخصيات بارزة، بشكل كبير من خطر سوء التقدير والتصعيد غير المقصود إلى حرب إقليمية واسعة النطاق. في المواجهات المباشرة، يتقلص هامش الخطأ في تقدير نوايا الخصم أو قدرته على الرد بشكل كبير. على سبيل المثال، الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، والهجوم الإيراني الواسع النطاق بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي تلاها، يمثلان بوضوح أعمالًا تستدعي ردود فعل مباشرة ومتبادلة. كما أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران يمثل استفزازًا عالي المخاطر. هذه الأعمال تصعيدية بطبيعتها وتترك مجالًا ضئيلًا للغموض، مما يجبر على الانتقام المباشر. هذا يخلق دورة خطيرة من الردود المتتالية حيث يشعر كل طرف بأنه مضطر للرد، مما قد يتجاوز الرد المتوقع من الطرف الآخر ويؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه. كما أن الضربات “بلا انقطاع حتى الفجر” واستخدام أنواع جديدة من الصواريخ يؤكدان هذا الخطر المتزايد للتصعيد الخارج عن السيطرة.
جذور الصراع الإيراني الإسرائيلي: من التعاون إلى العداء
تطورت العلاقة بين إسرائيل وإيران عبر مراحل متباينة، بدءًا من التعاون الوثيق في فترة ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979، وصولًا إلى العداء الصريح الذي يميزها اليوم. يعود هذا التغير الجذري إلى عوامل سياسية وأيديولوجية عميقة أثرت على طبيعة العلاقة بين الطرفين.
المرحلة الأولى: تحالف المصالح (1948-1979)
قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، كانت العلاقات بين إيران (تحت حكم الشاه) وإسرائيل تتسم بتحالف استراتيجي غير معلن، وإن كان عمليًا. لم تعترف إيران رسميًا بإسرائيل بعد تأسيسها عام 1948، لكنها أقامت علاقات غير معلنة معها. كان هذا التعاون مدفوعًا بشكل أساسي بمصالح جيوسياسية مشتركة، لا سيما الرغبة في مواجهة المد المتصاعد للقومية العربية، وخاصة تحت قيادة جمال عبد الناصر في مصر.
امتد هذا التعاون ليشمل توقيع اتفاقيات في مجالات الأمن والاستخبارات. قدمت إيران لإسرائيل النفط، بينما زودت إسرائيل إيران بالخبرات التقنية والعسكرية. حتى أن إيران عرضت انضمام إسرائيل للأمم المتحدة عام 1949 واعترفت بها رسميًا بشكل غير علني عام 1950. حتى خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، قدمت إسرائيل لإيران مساعدات عسكرية سرية، معتبرة العراق الخطر الأكبر في المنطقة. هذه الفترة يُشار إليها بوضوح على أنها “مرحلة التعاون”.
المرحلة الثانية: العداء الصريح بعد الثورة الإسلامية (1979-الآن)
غيرت الثورة الإسلامية عام 1979 العلاقة جذريًا إلى عداء مفتوح. تبنى النظام الإيراني الجديد، بقيادة آية الله روح الله الخميني، أيديولوجية صريحة معادية للصهيونية، واصفًا إسرائيل بـ “العدو الصهيوني” وكيان “إمبريالي” محتل للأراضي الفلسطينية. أصبحت هذه الأيديولوجية حجر الزاوية في السياسة الخارجية الإيرانية، مما أدى إلى دعم مباشر وكبير لحركات المقاومة المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء المنطقة.
قطعت طهران علاقاتها مع إسرائيل بعد الثورة، وبدأت في دعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث أصبح حزب الله أداة رئيسية لإيران في مواجهة إسرائيل. وتعهد النظام الإيراني علنًا بـ “إزالة إسرائيل”. في التسعينيات، انحازت إيران بنشاط إلى الحركات التي رفضت اتفاقيات أوسلو، مثل حماس والجهاد الإسلامي، وعززت علاقاتها القوية مع حزب الله. هذا التحول العميق وُصف بأنه انتقال من “التخادم إلى التنافس وانتهت إلى التدافع الاستراتيجي”.
يبرز التحول من التعاون إلى العداء التأثير العميق الذي لا رجعة فيه على ما يبدو للأيديولوجيا في السياسة الخارجية للدولة. فبينما كانت إيران في عهد الشاه تسعى إلى تحالفات براغماتية قائمة على المصالح، فإن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية متجذرة بعمق في الأيديولوجية الدينية والثورية، مما يجعل المصالحة مع إسرائيل شبه مستحيلة في ظل الظروف الراهنة. كان التعاون الأولي تحالفًا براغماتيًا مدفوعًا بالمصالح، يهدف في المقام الأول إلى مواجهة تهديد إقليمي مشترك (القومية العربية). لكن ثورة 1979 أدخلت مكونًا أيديولوجيًا جديدًا وقويًا (معاداة الصهيونية، والدعم الثابت للقضية الفلسطينية، والهوية الإسلامية الثورية). هذا الالتزام الأيديولوجي، الذي عبر عنه صراحة كهدف لـ “إزالة إسرائيل”، يتجاوز أي اعتبارات براغماتية محتملة للتعاون. هذا يشير إلى أن أي تهدئة أو حل مستقبلي سيتطلب تحولًا أيديولوجيًا جوهريًا داخل إيران، أو هزيمة كاملة، بدلاً من مجرد تغيير في ديناميكيات القوة الإقليمية أو تحول في التهديدات الخارجية، مما يجعل الصراع متجذرًا بعمق.
تطورت شبكة الوكلاء الإيرانية، وخاصة حزب الله، ليس فقط كأداة للمواجهة الأيديولوجية، بل أيضًا كعنصر حاسم في استراتيجية الردع الإقليمية ضد إسرائيل. سمح هذا لإيران بإبراز قوتها وتحمل الضربات دون الانخراط المباشر. لم يكن الدعم المالي والعسكري الإيراني لحزب الله والجماعات الأخرى مجرد عمل تضامن أيديولوجي. فقد أظهرت حرب 2006 كيف يمكن لحزب الله، عندما يكون مسلحًا ومدعومًا من إيران، أن يتحدى إسرائيل بفعالية، وبالتالي يرسخ “توازن ردع”. تمكّن هذه الشبكة من الوكلاء إيران من إبراز قوتها وتهديد إسرائيل من جبهات متعددة دون الالتزام المباشر بقواتها التقليدية، مما يخلق “دفاعًا أماميًا” ويعقد الحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية. إنها تعمل كمضاعف قوة غير متماثل، مما يسمح لإيران بالانخراط في حرب تتجنب صراعًا تقليديًا مباشرًا، قد يكون مدمرًا، مع إسرائيل المتفوقة عسكريًا. وحقيقة أن إسرائيل تدرك الآن تهديدًا حقيقيًا من تدخل حزب الله وقد نقلت قوات إلى حدودها الشمالية تؤكد الفعالية الاستراتيجية لهذه الاستراتيجية طويلة الأمد للوكلاء.
أدوات ومسار المواجهة: حروب الوكالة والتصعيد المباشر
على مدى عدة عقود، تجلى الصراع بين إيران وإسرائيل بشكل أساسي في حروب بالوكالة، حيث كانت دول إقليمية وجهات غير حكومية بمثابة ساحات للقتال. وقد شهدت هذه المواجهات تطوراً ملحوظاً، لتتحول مؤخراً إلى تصعيد عسكري مباشر يغير طبيعة الصراع بشكل جذري.
الحروب بالوكالة: سوريا، لبنان، العراق، اليمن
لعدة عقود، اتخذ الصراع بين إيران وإسرائيل شكل حروب بالوكالة، حيث كانت دول مختلفة في المنطقة بمثابة ساحات للمواجهة. أصبحت سوريا والعراق ولبنان بشكل صريح “ساحات مواجهة غير مباشرة” بين الطرفين. قدمت إيران دعمًا كبيرًا للجماعات المسلحة التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيون في اليمن. في المقابل، نفذت إسرائيل “غارات جوية مستمرة ضد مواقع إيرانية في سوريا”. كان الدعم العسكري والأمني والاقتصادي الإيراني لنظام الأسد في سوريا حاسمًا، مما أدى إلى “صمود نظام الأسد” في وجه الانهيار حتى التدخل الروسي في عام 2015.
الحرب السيبرانية والعمليات الاستخباراتية
بالإضافة إلى الحروب التقليدية وبالوكالة، انخرطت الدولتان في حرب سيبرانية وعمليات استخباراتية متطورة وسرية في كثير من الأحيان. يشمل هذا الصراع “حرب سيبرانية” كبيرة، حيث استهدفت إسرائيل بشكل خاص المنشآت النووية الإيرانية عبر هجمات سيبرانية مثل فيروس ستاكسنت. ردت إيران بشن هجمات سيبرانية خاصة بها على أهداف إسرائيلية، بما في ذلك البنية التحتية الاقتصادية. تشكل العمليات الاستخباراتية عنصرًا حاسمًا، ويتجلى ذلك في اغتيال علماء نوويين إيرانيين، مثل محسن فخري زاده في عام 2020. علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى “وجود واضح… لقوات إسرائيلية موجودة على الأرض داخل طهران”، مما يعني اختراقًا استخباراتيًا عميقًا وقدرات عملياتية داخل إيران.
التصعيدات العسكرية المباشرة الأخيرة (أبريل 2024 – يونيو 2025)
تصاعد الصراع بشكل كبير إلى تبادلات عسكرية مباشرة في عامي 2024 و2025، مما يمثل مرحلة جديدة وأكثر خطورة. في عام 2024، “خرج التوتر بين الطرفين إلى العلن وتحول إلى صدام مباشر”.
الأهداف الاستراتيجية والدوافع
تتقاطع الأهداف الاستراتيجية لإيران وإسرائيل في سعي كل طرف لتعزيز أمنه ونفوذه في المنطقة، لكنها تختلف في الأساليب والدوافع الأساسية، مما يؤجج الصراع المستمر.
الأهداف الإسرائيلية
تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني “تهديدًا وجوديًا مباشرًا”. وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا بأن بلاده “تعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط” من خلال حملتها على إيران. تهدف إسرائيل إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله لأطول فترة ممكنة. ترى إسرائيل أن امتلاك طهران لسلاح نووي سيشكل خطرًا مباشرًا على أمنها، خاصة في ظل التصريحات الإيرانية المتكررة حول ضرورة تدمير إسرائيل. تؤكد إسرائيل على حقها في اتخاذ إجراء عسكري إذا رأت أن البرنامج النووي الإيراني لم يعد سلميًا.
على الصعيد الإقليمي والدولي، تهدف إسرائيل إلى تعزيز موقعها التفاوضي في أي ترتيبات أمنية مستقبلية، لا سيما في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. كما تسعى إسرائيل لفرض معادلة “الضربة الاستباقية” للحفاظ على تفوقها النوعي. تسعى إسرائيل إلى التدخل الأمريكي المباشر في الصراع، حيث ترى أنها وحدها غير قادرة على تحقيق هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني بصورة حاسمة. وتتطلع إسرائيل إلى الدعم اللوجستي والقوة النارية الأمريكية القادرة على اختراق المخابئ العميقة للمنشآت النووية الإيرانية.
الأهداف الإيرانية
في المقابل، أظهرت إيران قدرتها على تبني استراتيجية “الردع المتوازن”، وهي سياسة تهدف إلى توجيه ضربات نوعية رمزية تُظهر القدرة على إيذاء العدو دون الوصول إلى مستوى التصعيد الشامل. تسعى إيران إلى استعادة قدرتها على الرد وتحسين صورتها بعد الضربات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هجماتها كانت “مؤلمة” للجانب الإسرائيلي. كما تهدف إيران إلى بناء ردع فعال ضد أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
مثّل الرد الإيراني اختبارًا لقدرات الدفاع الإسرائيلي، حيث تعمدت إيران استهداف العمق الإسرائيلي، مما أثار حرجًا للمنظومات الدفاعية أمام الرأي العام الداخلي. وعلى الرغم من الضربات التي تعرض لها محور إيران الإقليمي، إلا أنها مستعدة للدخول في المعركة في أي مرحلة. وتترك إيران الباب مواربًا أمام الدبلوماسية، ومنفتحة على أي وساطات أو محادثات لوقف الحرب.
تقييم القدرات ونقاط الضعف
يتسم الصراع بين إيران وإسرائيل بتفاوت في القدرات العسكرية والاستخباراتية، بالإضافة إلى تحديات اقتصادية وسياسية داخلية تؤثر على قدرة كل طرف على الاستمرار في المواجهة.
القدرات العسكرية
تُظهر مقارنة بين الجيشين الإيراني والإسرائيلي تفوقًا عدديًا لطهران في بعض الجوانب، بينما تتمتع تل أبيب بتفوق نوعي تكنولوجي.
- القوة البشرية: يبلغ عدد سكان إيران حوالي 87 مليون نسمة، منهم 49 مليون يمثلون قوة بشرية متاحة، بينما يبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 9 ملايين نسمة، يشكل 3.8 مليون منهم القوة المتاحة. تمتلك إيران قوات مسلحة أكبر في غرب آسيا، حيث يبلغ عدد أفرادها في الخدمة الفعلية ما لا يقل عن 580 ألف جندي ونحو 200 ألف جندي احتياط مدرب. في المقابل، يضم الجيش الإسرائيلي 635 ألف جندي، منهم 170 ألفًا في الخدمة، و465 ألفًا ضمن قوات الاحتياط.
- الميزانية الدفاعية: تبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية 30.5 مليار دولار سنويًا، وهي ضعف نظيرتها الإيرانية التي تبلغ حوالي 15.5 مليار دولار سنويًا.
- القوة الجوية: يمتلك الجيش الإسرائيلي 611 طائرة حربية متنوعة وحديثة، بما في ذلك طائرات إف-35 الشبح وإف-16. بينما يمتلك الجيش الإيراني 551 طائرة حربية، معظمها يعود إلى نهاية القرن الماضي، وتشمل طائرات روسية من نوع ميغ وسوخوي.
- القوة البحرية: تمتلك البحرية الإسرائيلية 62 قطعة بحرية، منها 5 غواصات و46 سفينة دورية و7 طرادات. يضم الأسطول البحري الإيراني 107 قطع بحرية، منها 25 غواصة و21 سفينة دورية و7 فرقاطات و3 طرادات.
- المدرعات وسلاح الدبابات: يمتلك الجيش الإسرائيلي 1300 دبابة ونحو 36 ألف مدرعة و352 مدفعًا ذاتي الحركة و352 مدفعًا ميدانيًا، إضافة إلى 171 راجمة صواريخ. بينما يمتلك الجيش الإيراني 1713 دبابة ونحو 66 ألف مدرعة و392 مدفعًا ذاتي الحركة و2070 مدفعًا ميدانيًا و1517 راجمة صواريخ.
- التصنيف العالمي: يحتل الجيش الإيراني المرتبة 14 عالميًا في تصنيف “جلوبال فاير باور” لعام 2024، بينما جاء الجيش الإسرائيلي في المرتبة 17. وفي تصنيف 2025، يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة 15 عالميًا، ويأتي الجيش الإيراني مباشرة بعده في المرتبة 16.
على الرغم من التفوق العددي لإيران في العديد من الجوانب، فإن إسرائيل تتمتع بتفوق نوعي في التكنولوجيا، خاصة في سلاح الجو والطائرات المسيرة والأنظمة الدفاعية. في المقابل، تعتمد إيران على اتساعها الجغرافي ومواردها البشرية الضخمة وقدراتها المتنامية في التصنيع العسكري المحلي.
القدرات الاستخباراتية
تُظهر العمليات الأخيرة أن إسرائيل لديها قدرة كبيرة على الاختراق الاستخباراتي داخل إيران. تشير الضربات العسكرية التي تجري في إيران إلى بعد أمني يعتمد على معلومات أمنية من الداخل، ويمكن تنفيذها بأدوات ووسائل داخلية. كما أن التقارير التي تتحدث عن “وجود واضح” لقوات إسرائيلية على الأرض داخل طهران تؤكد هذا الاختراق العميق.
في المقابل، تحدثت تقارير من داخل إيران عن اختراق خطير للأمن الداخلي، حيث فشلت الدفاعات الإيرانية في كشف جميع الأسراب المسيرة المهاجمة. هذا الفشل الأمني يثير تساؤلات حول فعالية المنظومات الدفاعية الإيرانية وقدرتها على حماية المواقع الاستراتيجية، مما يعرضها لمزيد من الهجمات المستقبلية.
الوضع الاقتصادي والسياسي
يؤثر الوضع الاقتصادي والسياسي الداخلي لكل من إيران وإسرائيل بشكل كبير على قدرتهما على خوض الصراع وتحمل تبعاته.
في إيران:
يواجه الاقتصاد الإيراني تحديات كبيرة بسبب العقوبات الأمريكية المستمرة، التي “تغل يد القطاع”. تشمل هذه التحديات عجزًا مستمرًا في الميزانية، وغياب الاستثمارات الأجنبية، وتزايد الإنفاق على مشاريع غير اقتصادية. تحذر بلومبيرغ من انهيار اقتصادي وارتفاع التضخم في إيران. على الرغم من أن إيران هي ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، إلا أن العقوبات تحد من قدرتها على الاستفادة من هذه الموارد. كما أن عدم الاستقرار السياسي الداخلي والاحتجاجات المتكررة تؤثر سلبًا على التعافي الاقتصادي.
على الصعيد الاجتماعي، على الرغم من التوترات المتراكمة بين المواطنين والنظام، فإن الغضب الشعبي في هذه المرحلة موجه نحو إسرائيل. ومع ذلك، فإن الدعوات الأمريكية لإخلاء طهران والتهديد بتصعيد كبير تثير مخاوف واسعة من دخول الولايات المتحدة مباشرة إلى ساحة المعركة، مما يزيد من الضغط على النظام.
في إسرائيل:
يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات كبيرة بسبب ارتفاع نفقات الأمن، التي تستهلك الجزء الأكبر من الموازنة. وقد تضخمت هذه المصروفات بشكل كبير، حيث ارتفعت من 10% إلى 30% من الناتج القومي. هذا يجبر الحكومة على تقليص نفقات قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، مما قد يفاقم التدهور الاجتماعي تدريجيًا.
يتوقع أن تصل التعويضات للأعمال التجارية وشركات الطيران إلى عشرة مليارات شيكل. كما أن الصراع يزيد من خطر تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل، مما يؤدي إلى صعوبة في الاقتراض وزيادة في كلفته، بالإضافة إلى تراجع ثقة المستثمرين الدوليين. تشير التوقعات إلى استمرار ضعف النمو الاقتصادي، وقد تضطر الحكومة إلى زيادة الضرائب قريبًا، مما يزيد الضغط على القطاع الخاص والمواطنين، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة. كما أن إسرائيل تواجه تصاعدًا في العزلة السياسية منذ السابع من أكتوبر 2023، مما يجعل الأسواق تنظر إليها كبيئة سياسية وأمنية غير مستقرة.
التداعيات الإقليمية والدولية
يتجاوز الصراع بين إيران وإسرائيل حدود الدولتين ليؤثر بشكل عميق على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية، مما يستدعي ردود فعل من القوى الكبرى وجهودًا لتهدئة الوضع.
تأثير الصراع على الاستقرار الإقليمي
يحذر المجتمع الدولي من أن الصراع الإسرائيلي-الإيراني يتجاوز العمليات العسكرية ويهدد باستقرار المنطقة بأسرها. وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التداعيات الإقليمية المحتملة، محذرة من أن التأثيرات قد تتجاوز النطاق العسكري لتشمل موجات نزوح جماعي للسكان.
تتأثر الأسواق المالية العالمية بشكل مباشر، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم وارتفعت أسعار النفط، مما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن. ويشكل مضيق هرمز نقطة ضعف حرجة؛ فأي تعطل فيه بسبب التصعيد سيرفع أسعار النفط بشكل كبير، مما يهدد الاقتصاد العالمي.
كما يربك الصراع حركة الطيران في المنطقة. تواجه الدول المرتبطة جغرافيًا بالنزاع، مثل العراق وسوريا والأردن ولبنان، إشكاليات مباشرة تشمل إغلاق المطارات وتحويل مسارات الرحلات. وتتأثر شركات الطيران في هذه الدول بشكل كبير، وقد تواجه الشركات الخاصة تهديدًا وجوديًا إذا استمر النزاع.
ردود فعل القوى الكبرى وجهود التهدئة
تتواصل الدعوات للتهدئة وتستمر الجهود لحل الصراع دبلوماسيًا. أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن طهران أبدت استعدادها للتفاوض، وأنه “يأمل” أن تتوصل إسرائيل وإيران لوقف لإطلاق النار. ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية الحالية تُعد مشجعة بشكل أو بآخر على التصعيد. وقد هدد ترامب علنًا الإيرانيين بإخلاء طهران، محذرًا من تصعيد كبير قادم، ويفكر جديًا في الانضمام إلى الحرب على إيران.
من جهتها، طلبت روسيا من أمريكا عدم ضرب إيران وحذرت من كارثة نووية. كما أكدت روسيا أن الضربات الإسرائيلية عززت دعم النظام الإيراني. ودعت الدول الكبرى ذات النفوذ في المنطقة إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لتهدئة الوضع.
تتأثر المفاوضات النووية الإيرانية بشكل كبير بالصراع. فانسداد أفق التفاهمات النووية مع الغرب دفع نحو خيار التصعيد. وتسعى إيران لإنهاء الأعمال القتالية سريعًا واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي، وقد أرسلت رسائل بهذا الصدد إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب.
الخلاصة: من الأشد تأزمًا؟ وتقييم للمستقبل
إن الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل يمثل تحديًا معقدًا ومتعدد الأوجه، حيث يواجه كلا الطرفين نقاط ضعف وتحديات كبيرة، مما يجعل تحديد “من الأشد تأزمًا” أمرًا يتطلب تحليلًا دقيقًا لعدة أبعاد.
إسرائيل:
تجد إسرائيل نفسها في وضع حرج بسبب التكاليف الباهظة للإنفاق الأمني، الذي يستنزف جزءًا كبيرًا من ميزانيتها على حساب قطاعات حيوية أخرى. تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي، مما يجعلها عرضة للضغوط السياسية الخارجية. كما أن حجمها الجغرافي الصغير يجعلها أكثر عرضة للضربات الصاروخية المباشرة على مراكزها السكانية الحيوية. داخليًا، تواجه إسرائيل انقسامات سياسية عميقة وتصاعدًا في الأصوات المعارضة، خاصة من الوسط واليسار، الذين يصفون الضربات بـ “المغامرة غير المحسوبة”، مما يضعف موقف حكومة نتنياهو ويزيد الضغط الشعبي عليها. كما أن تزايد عزلتها السياسية منذ أكتوبر 2023 يؤثر على ثقة المستثمرين الدوليين.
إيران:
تعاني إيران من وطأة العقوبات الاقتصادية القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى عجز في الميزانية ونقص في الاستثمارات الأجنبية. على الرغم من أن الغضب الشعبي موجه حاليًا نحو إسرائيل، فإن التوترات الداخلية بين المواطنين والنظام لا تزال قائمة. كما أن الضربات الإسرائيلية كشفت عن “اختراق خطير للأمن الداخلي”، حيث فشلت الدفاعات الإيرانية في كشف جميع الطائرات المسيرة المهاجمة، مما يثير تساؤلات حول فعالية منظوماتها الدفاعية. إن استهداف قادتها العسكريين وعلماءها النوويين يمثل خسائر بشرية وعسكرية مؤلمة. كما أن التهديدات الأمريكية بالتدخل المباشر تمثل تحديًا وجوديًا قد يؤدي إلى “هزيمة إيران أو استسلامها” في حال غياب دعم القوى العظمى.
تقييم الوضع:
يمكن القول إن كلا الطرفين يواجهان تأزمًا شديدًا، ولكن طبيعة التأزم تختلف. إسرائيل تواجه تأزمًا استراتيجيًا واقتصاديًا داخليًا متزايدًا، حيث تتزايد تكلفة الحفاظ على تفوقها الأمني، وتتفاقم انقساماتها الداخلية، وتزداد عزلتها الدولية. بينما تواجه إيران تأزمًا وجوديًا من حيث استهداف برنامجها النووي وقادتها، وتأزمًا اقتصاديًا حادًا بسبب العقوبات، بالإضافة إلى تحديات أمنية داخلية تكشف عن نقاط ضعف في دفاعاتها.
سيناريوهات المستقبل:
يتوقف مستقبل هذا الصراع على عدة عوامل، أبرزها:
- عودة إيران إلى المفاوضات: قد تضطر إيران إلى العودة للمفاوضات النووية تحت الشروط الأمريكية لتجنب تصعيد عسكري واقتصادي أكبر.
- التصعيد الشامل: إذا شاركت الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، وبقيت إيران منفردة، فقد يؤدي ذلك إلى هزيمة عسكرية لإيران وتغيير جذري في المشهد الإقليمي.
- استمرار المواجهة المحكومة: قد يستمر الصراع في نمطه الحالي من الضربات المباشرة المتقطعة وحروب الوكالة، مع محاولات من الطرفين لفرض توازن ردع دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
في الختام، يظل الوضع شديد التقلب وغير قابل للتنبؤ. فبينما تسعى إسرائيل لفرض معادلة الضربة الاستباقية، تحاول إيران بناء ردع فعال. إن التداعيات المحتملة لهذا الصراع، من موجات النزوح إلى اضطراب أسواق الطاقة العالمية، تؤكد أن استقرار المنطقة والعالم على المحك، وأن أي سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة تتجاوز قدرة الطرفين على الاحتواء.
المصادر
1 الجزيرة نت، “إسرائيل وإيران.. قواعد الاشتباك من حروب الوكالة إلى المواجهة المباشرة”. 17 يونيو 2025. [Online]. متاح على:()
2 ويكيبيديا، “الصراع الإيراني الإسرائيلي (2024–الآن)”. [Online]. متاح على:(
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A_(2024_%E2%80%93_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86)) (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
3 DW، “الضربات الإيرانية على إسرائيل (أبريل 2024)”. [Online]. متاح على:(
https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84_(%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84_2024)) (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
4 DW، “هجمات إيران وإسرائيل: تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر”. 16 يونيو 2025. [Online]. متاح على:(
https://www.dw.com/ar/%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1/live-72924950)
5 رصانة المركز الدولي للدراسات والأبحاث، “التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني: محاولة إسرائيلية لتوريط واشنطن ومحاولة إيرانية لخلق توازن”. [Online]. متاح على:(
https://rasanah-iiis.org/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/) (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
6 قناة الجزيرة، “تحليل عسكري: لماذا لم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من اعتراض جميع الصواريخ الإيرانية؟”.
يوتيوب. [Online]. متاح على:() (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
7 مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، “العلاقة الإيرانية الإسرائيلية: نطاقات التخادم والتدافع”. [Online]. متاح على:
(تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
8 قناة الجزيرة، “من التعاون السري إلى العداء العلني: تاريخ العلاقات الإيرانية الإسرائيلية”.
يوتيوب. [Online]. متاح على: (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
9 سكاي نيوز عربية، “10 محطات رسمت تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي”. [Online]. متاح على:(
https://www.skynewsarabia.com/world/1803679-10-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%B3%D9%85%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84%D9%8A) (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
10 رصانة المركز الدولي للدراسات والأبحاث، “إيران وإسرائيل والخيارات الاستراتيجية”. 29 أكتوبر 2024. [Online]. متاح على:(
https://rasanah-iiis.org/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC/)
11 قناة الجزيرة، “هل تنجح إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني؟”.
يوتيوب. [Online]. متاح على: (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
12 DW، “استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد”. 18 يونيو 2025. [Online]. متاح على:(
)
13 الشرق الأوسط، “قدرات إسرائيل وإيران العسكرية.. تفوق جوي أمام صواريخ باليستية”. [Online]. متاح على:(
https://asharq.com/defense/139064/%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%A9/) (تاريخ الوصول: 20 يونيو 2025).
المصادر التي تم الاقتباس منها
- قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة | سياسة – الجزيرة نت, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- الصراع الإيراني الإسرائيلي (2024 – الآن) – ويكيبيديا, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- حرب إيران وإسرائيل (2025 – الآن) – ويكيبيديا, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- الضربات الإيرانية على إسرائيل (أبريل 2024) – ويكيبيديا, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر – DW – 2025/6/17, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- التصعيد العسكري الإسرائيلي-الإيراني (متابعة يومية – 15 و16 يونيو 2025م), تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- قراءة عسكرية.. هل تراجعت قدرات إيران الصاروخية؟ – YouTube, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- العلاقة بين إسرائيل وإيران .. المصالح والصراع ! – مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- أسباب خوف إسرائيل من إيران – YouTube, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- 10 محطات رسمت تاريخ الصراع الإيراني-الإسرائيلي | سكاي نيوز عربية, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025، https://www.skynewsarabia.com/world/1803679-10-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%B3%D9%85%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84%D9%8A
- العلاقة الإيرانية الإسرائيلية نطاقات التخادم والتدافع – مركز كاندل للدراسات, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- باحث استراتيجي: الأهداف الإسرائيلية للحرب هي أهداف عامة – في الواجهة – YouTube, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد – DW, تم الوصول بتاريخ يونيو 20, 2025،
التعليقات