
الإهتمام والبحث العلمي من الأمور التي لاغنى عنها في أي مكان حول العالم، فالإهتمام بالبحث العلمي من الأمور التي تساعد على إكتشاف المشكلات وعلاجها، وكذلك الوصول لإنجازات وإكتشافات علمية جديدة، وهو ماحدث عندما كشف باحثون من جامعة نيوكاسل الأسترالية عن وجود أكثر من 4,300 كوالا في غابات الأطراف المحيطة بمدينة نيوكاسل بولاية نيو ساوث ويلز، وذلك باستخدام مسح جوي متطور عبر طائرات مسيرة مزوّدة بكاميرات حرارية.
مسح 208 موقع
حيث كشف المسح، الذي طال مساحة تقارب 67,300 هكتار من الغابات في 208 مواقع، عن تجمعات غير معروفة سابقًا لهذه الحيوانات المهددة، بما في ذلك أكثر من 290 كوالا في منطقة “حديقة سوجرلوف للحماية الطبيعية”، وهي منطقة كانت تُعتبر شبه خالية من الكوالا في السابق.
واعتمد هذا البحث بشكل كبير على المعرفة المحلية، من بينها مساهمات الباحث والمواطن دارين ماكيني، الذي نشأ في المنطقة وكان أول من رصد كوالا هناك منذ سنوات.
دور هام للطائرات المسيرة
وفي هذا السياق، علقت الباحثة الرئيسية في الدراسة، شيلبي رايان، قائلة إن استخدام الطائرات المسيّرة قلل بشكل كبير الوقت اللازم لرصد الكوالا مقارنة بالبحث التقليدي سيرًا على الأقدام، مشيرة إلى أن “الطائرات تمكنت من العثور على الكوالا خلال دقائق، بينما كانت نفس العملية تستغرق ساعات في الماضي”.
وأُجري المسح في سبع حدائق وطنية (شملت نحو 10% من كل منها)، وتضمنت الدراسة عمليات مسح ليلية متعددة، اعتمدت على التصوير الحراري الذي أظهر الكوالا كبقع صفراء ساخنة، تم التأكد من هويتها لاحقًا باستخدام الكشافات اليدوية.
وبحسب التصريحات فإن الفريق لجأ لنموذج إحصائي متطور يأخذ في الاعتبار ميل الأرض وكثافة الأشجار ورطوبة التربة، لتقدير عدد الكوالا في المناطق التي لم يتم مسحها فعليًا، بما في ذلك الأراضي الخاصة أو غير المتاحة.
ونوه الدكتور رايان ويت من جامعة نيوكاسل إلى أن هذا النموذج “يفتح الباب أمام تقديرات أكثر دقة لأعداد الكوالا، حتى في المناطق التي يصعب الوصول إليها ميدانيًا”.
ويمكن القول أن هذه البيانات ذات أهمية بالغة بالنسبة لمنظمات حماية الحياة البرية، لا سيما الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا (WWF-Australia)، الذي شارك في تمويل المشروع. وأكد الصندوق أن هذه النتائج تمثل “خطوة حاسمة” نحو تحقيق هدفه المتمثل في مضاعفة عدد الكوالا بحلول عام 2050.
وأضاف الصندوق أن “الوصول إلى تقديرات دقيقة لأعداد الكوالا يمثل الحلم المنشود في جهود الحفاظ على هذه الأيقونة الوطنية”.
التعليقات