
في أولى رد فعلي لإيران على أرض على لهجمات التي شنتها القوات الجوية الأمريكية فجر اليوم على 3 منشآت نووية في طهران باستخدام طائرات شبحية وقنابل خارقة للتحصينات، أعلن البرلمان الإيراني موافقته على غلق مضيق هرمز كإجراء تصعيدي ضد الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران – حسبما جاء في وكالة رويترز.
وكالة رويترز في تقريرها أكدت أن البرلمان الإيراني أشار إلى أن قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة مجلس الأمن القومي الإيراني.
تأثير إغلاق مضيق هرمز
يمثل مضيق هرمز ممرا مائيا مهما في العالم وأكثرها حيوية، وتبرز أهميته من عدة جوانب، كونه شريان النفط العالمي، تمر من خلاله نسبة كبيرة جدًا من النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي المسال المصدرة من دول الخليج العربي (السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، قطر، وإيران).
ما يقرب من 16.5 مليون برميل من النفط والمكثفات، وأكثر من خُمس الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال تمر يوميا عبره، الأمر الذي يجعله نقطة اختناق بحرية حاسمة لأمن الطاقة العالمي.
ليس هذا فحسب، لكن مضيق هرمز يمثل الطريق الوحيد لبعض الدول: يعد المنفذ البحري الوحيد لدول مثل العراق والكويت والبحرين وقطر لتصدير نفطها وغازها ومنتجاتها الأخرى إلى الأسواق العالمية.
كما أنه يمثل وجهة الصادرات الآسيوية، حيث تتجه غالبية صادرات النفط التي تمر عبر المضيق (حوالي 82%) إلى الدول الآسيوية الكبرى مثل الصين، الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية، مما يجعله حيويًا لاقتصادات هذه الدول، بالإضافة إلى النفط والغاز، تمر عبر المضيق نسبة كبيرة من السلع الأساسية الأخرى مثل الحبوب وخام الحديد والأسمنت.
إضافة، إلى هذا فإنه نقطة حساسة للأمن العالمي، ومن ثم أي تصعيد سياسي أو عسكري من شأنه أن يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية سريعة، من خلال ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية.
إيران أرادت استخدامه كورقة ضغط استراتيجية، فبحسب الدكتور محمد وزان الباحث في الدراسات السياسية والإستراتيجية، فإن إعلان البرلمان الإيراني إغلاق مضيق هرمز هو تطوّر بالغ الخطورة، كون أحد أهم شرايين التجارة والطاقة في العالم.
واعتبر وزان الرد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز ليس مجرد ردا عسكريا، لكنه تصعيد اقتصادي وجيوسياسي مباشر ضد العالم كله، إذ أن نحو 20% من تجارة النفط العالمية تمر من خلال المضيق يوميًا، وأي توتر هناك ممكن يشعل أسعار الطاقة، ويضرب الأسواق العالمية من آسيا لأوروبا.
وفسر الباحث محمد وزان رد إيران بأنه لن يكون فقط بصواريخ أو طائرات مسيّرة، لكنه من الممكن أن يكون اقتصاديا واستراتيجيا، ويهدد استقرار المنطقة بالكامل.
التعليقات