التخطي إلى المحتوى
“الشهرة الوهمية”.. هل أصبحت الشهرة الرقمية أسهل من الموهبة؟


في عصرنا الحالي الذي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المسيطرة على المشهد، فلم تعد الشهرة حلماً وأمنية بعيدة المنال على طالبيها كما كانت في السابق؛ بل أصبح من الممكن أن يغدو أي شخص مشهوراً في لحظة، دون تخطيط أو حتى نية لذلك الأمر.

ربما يكون مقطع فيديو التُقط دون قصد، أو موقف عفوي انتشر بسرعة، سبباً في أن يتحول اسم شخص إلى حديث الناس على وسائل التواصل، فيجد الشخص نفسه في صدارة المشهد “تريند”.

انت من يؤثر!

الغريب أن كثيراً من هؤلاء لا يملكون موهبة واضحة، ولا يقدمون محتوى ذا قيمة حقيقية، ومع ذلك يحققون شهرة واسعة وأرباحاً كبيرة، فما هو السبب في ذلك؟

ببساطة، لأننا نحن – الجمهور – نمنحهم هذا الإهتمام. فضولنا، إعجاباتنا، أو حتى مشاركاتنا، كلها تساهم في صناعة هذه “النجومية الوهمية”، من دون أن ننتبه أننا نُعطي الضوء لمن لا يستحقه.

في المقابل، هناك على الضفة الأخرى أصحاب العقول والمواهب الحقيقية، من يجتهدون، ويقدّمون ما ينفع، ولكنهم لا يجدون الإهتمام ذاته. ليس لأن ما يقدمونه ضعيف أو لا يستحق كل الاهتمام؛ بل لأنهم لا يتقنون فن الظهور، ولا يسعون وراء الترندات. هؤلاء يسلكون طريقًا أطول، يتطلّب جهدًا وصبراً، بعيداً عن ومضات الشهرة المؤقتة.

من يضحك أكثر؟

للأسف أصبح كثير من الناس في هذه الأيام يفضلون التسلية على الفائدة، ويبحثون عن المحتوى الخفيف والسريع بدلاً من المعرفة الدسمة و العميقة. فصار المعيار هو عدد المشاهدات، لا جودة الفكرة، وانتشر منطق “من يُضحكني أكثر يربح أكثر”، على حساب القيمة والمعنى مما يقدم.

قواعد الشهرة

ورغم كل ذلك، تظل القاعدة ثابتة: الشهرة التي تأتي بلا أساس، فالشئ الذي يأتي بسهولة يذهب بسهولة ولا يدوم طويلاً، أما من بنى اسمه على قواعد ورواسخ العمل الجاد والنية السليمة، فحتى إن تمهل ظهوره ، سيأتي يوم يُعرف فيه حقّه. قال الله تعالى: “من عمل صالحًا فلنفسه”، وهي آية تختصر كل شيء، والذي يعمل الخير ويزرعه؛ يجني أثره، ولو بعد حين من الزمن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *