التخطي إلى المحتوى
فقدنا الاستمتاع في عصر السرعة!


هل تأملت يومًا وفكرت: كيف نمضي في الحياة مسرعين، حتى باتت الساعات تُطوى وتلحقها السنين؟

نستيقظ على عجل، نعمل على عجل، ونرتاح بسرعة، ثم نفاجأ أن عامًا بأكمله قد مضى، دون أن نشعر أننا عشنا فيه حقًا.

من شدة تسارع الوقت، نسينا أن نتوقف للحظة واحدة لنفكر.

صرنا نركض خلف المواعيد، خلف الإشعارات التي لا تنتهي، خلف المقاطع السريعة والريلز التي تخطف انتباهنا وتسرق منا الهدوء الذي كنّا نحتاجه لنستمتع… لا أن نستهلك أنفسنا وسنين عمرنا في وقت ضائع بلا فائدة.

لكن لا تخبرني أن هذا هو الاستمتاع بالحياة!

أشخاص يلعبون بلايستيشن

الموضوع مختلف تماماً يا صديقي؛ فهناك فرق جوهري بين الاستمتاع الحقيقي وبين إضاعة الوقت؛ فالمتعة الحقيقية لا تعني أن تملأ وتحشو فراغك بأي شيء  لمجرد أن ينقضي الوقت وكأنّه عبء على رؤوسنا، ننتظر انقضائه و انتهائه، فنعتبر الوقت حملاً، وهو في الحقيقة العمر ذاته؟

 

الوقت لا ينتظر أحداً

هل شعرت يوما بأن الوقت قد مرّ بسرعة خاطفة؟ كأن يفوتك موعد قطار دون أن تنتبه؟ أو أن تنقضي ساعة بلايستيشن أو ساعة من الحديث الممتع كأنها غفوة؟

انظر إلى النوم مثلا.. فعندما تغفو وأنت تقلّب الأفكار على ضفتي الوسادة، وفي لحظة لا وعي، تجد نفسك في الصباح، تستعد لتكرار يوم جديد وروتين آخر، سبع ساعات مرّت دون أن تشعر بها، رغم أنها من المفترض أن تكون وقتا للراحة.

الوقت يمضي… سواء أدركناه أم لم ندركه. ولكن الفرق يكمن في كيف نعيشه.

 

استمع لتستمتع

الاستماع للحياة مهارة عميقة وروحية مفقودة لدى كثير منا؛فالحياة تتحدث طوال الوقت، لكن قليل فقط هم من يُصغون إليها.

صوت الريح، و سكون الليل، ووقع المطر، أو حتى نظرة عابرة من شخص في الطريق، تنهيدة لا تعرف سببها… كلها رسائل صغيرة تحمل معاني لو تأملناها.

لكننا – في معركة الحديث والتخطيط والضجيج – نسينا كيف نصمت لنستمتع.

نحن بحاجة لأن نصغي ونستمع ليس للآخرين فقط، بل لأنفسنا أيضاً، وعلينا أن ننتبه لما يدور في أعماقنا حين يهدأ كل شيء صاخب من حولنا، وأن نفهم ونتفاهم مع ما يربكنا، وما يسعدنا، وما يؤلمنا، دون تهرّب أو تجاهل، وأن نتفاعل بإيجابية أيضاً مع ما حولنا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *