التخطي إلى المحتوى
قلب الصناعة ينبض في مصر.. كيف تعيد الدولة صياغة الاقتصاد عبر المناطق الصناعية؟


تعد المناطق الصناعية في مصر من أبرز المحركات الاقتصادية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة البلاد كمركز إقليمي للصناعة والاستثمار.

وتظهر مصر التزامًا قويًا بتعميق التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض واقع المناطق الصناعية في مصر وأبرزها، دورها في الاقتصاد، والتحديات والفرص المستقبلية.

تطور المناطق الصناعية في مصر: من العشوائية إلى التنظيم

وتشهد مصر نهضة صناعية ملحوظة، حيث تسعى الحكومة إلى حوكمة المناطق الصناعية العشوائية وتحويلها إلى بيئات منظمة تدعم الاستثمار.

وارتفع عدد المناطق الصناعية إلى 147 منطقة في 2022، منها 17 منطقة تعمل بنظام المطور الصناعي على مساحة 22.9 مليون متر مربع.

وهذه المناطق موزعة استراتيجيًا عبر المحافظات لضمان التغطية الجغرافية الشاملة، مع التركيز على توفير بنية تحتية متطورة وخدمات لوجستية عالية الجودة.

وتعد المناطق الصناعية، مثل حلوان، السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، من أبرز المناطق التي تجذب المستثمرين.

وعلى سبيل المثال، تعتبر منطقة حلوان جنوب القاهرة مركزًا للصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والإسمنت، بينما تتميز السادس من أكتوبر بمساحتها الشاسعة (8988 فدانًا) وتنوع الصناعات التي تضمها، من الغذائية إلى الهندسية.

دور المناطق الصناعية في الاقتصاد المصري

وتشكل الصناعة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، حيث تساهم بنحو 17.5% من الناتج المحلي الإجمالي (وفقًا لبيانات عام 2005-2006، مع استمرارية الأهمية حتى اليوم)، في حين تعزز المناطق الصناعية النمو الاقتصادي من خلال:

جذب الاستثمارات: توفر المناطق الصناعية حوافز مالية وإدارية، مثل الإعفاء من تقديم خطابات ضمان بنكية وتسهيلات في تخصيص الأراضي عبر منصة مصر الصناعية الرقمية، وعلى سبيل المثال، استثمرت شركات عالمية مثل “سامسونج” و”فيفو” و”إل جي” في مناطق مثل بني سويف والعاشر من رمضان، مما يعكس جاذبية مصر كمركز تصنيع إقليمي.

المناطق الصناعية في مصر

توفير فرص العمل: تساهم المناطق الصناعية في تشغيل مئات الآلاف من العمالة المحلية، مما يقلل من معدلات البطالة، ففي منطقة بني سويف، يوفر مصنع سامسونج وحده 2000 فرصة عمل.

تعزيز التصدير: تركز المناطق الصناعية على تصدير المنتجات إلى أسواق الشرق الأوسط، أفريقيا، وأوروبا، مما يدعم الاحتياطي النقدي للبلاد.

التنمية المستدامة: تركز الحكومة على “تخضير” الصناعات من خلال تطبيق تقنيات صديقة للبيئة، مثل إنتاج الطاقة الشمسية وتقليل الانبعاثات الكربونية، كما في مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

أبرز المناطق الصناعية في مصر

وتتميز مصر بتنوع المناطق الصناعية التي تلبي احتياجات مختلف القطاعات، ومن أبرزها:

  • المنطقة الاقتصادية لقناة السويس: تعد إحدى أهم المناطق الاستثمارية بمساحة 460.6 كيلومتر مربع، وتضم 6 موانئ بحرية و4 مناطق صناعية، ومؤخرًا شهدت إطلاق مشروع لإنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية باستثمارات 200 مليون دولار.
  • مدينة السادس من أكتوبر: تضم 10 مناطق صناعية فرعية وتعتبر مركزًا للصناعات المتوسطة والثقيلة.
  • العاشر من رمضان: موطن لصناعات تكنولوجية متقدمة، مثل مصنع “فيفو” للهواتف الذكية.
  • برج العرب بالإسكندرية: تمتد على 225 كيلومترًا مربعًا وتعد مركزًا للصناعات المتنوعة، بفضل قربها من ميناء الإسكندرية.
  • جرجوب الاقتصادية: مشروع جديد على مساحة 402 ألف فدان بالساحل الشمالي الغربي، يهدف إلى تعزيز التنمية الصناعية العالمية.

المناطق الصناعية الذكية

وتتطلع مصر إلى إنشاء مناطق صناعية ذكية تعتمد على نظم المعلومات الجغرافية لتحسين كفاءة الإدارة ودعم اتخاذ القرار.

وبحسب دراسة أكاديمية، ستساهم هذه المناطق في تعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية من خلال قواعد بيانات جغرافية دقيقة تحدث باستمرار.

وتشكل المناطق الصناعية في مصر محورًا أساسيًا لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام.

ومع استمرار الحكومة في تحسين البنية التحتية، تقديم الحوافز، وتعزيز الشراكات الدولية، تتجه مصر نحو أن تصبح مركزًا عالميًا للصناعة، وسواء كنت مستثمرًا محليًا أو أجنبيًا، فإن المناطق الصناعية المصرية توفر فرصًا واعدة للنمو والنجاح.



التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *