التخطي إلى المحتوى
اتفاق “صيني– تشيلي” يخفض رسوم معالجة النحاس إلى «الصفر» لأول مرة



في تطور لافت قد يُعيد تشكيل قواعد سوق النحاس العالمية، أعلنت شركة التعدين التشيلية أنتوفاجاستا أن شركة تعدين صينية توصلت إلى اتفاق مع مصاهر صينية على تحديد رسوم معالجة مركزات النحاس عند مستوى “صفر”، في سابقة تاريخية تعكس شدة النقص في إمدادات النحاس الخام، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مطلعة.

وبحسب الاتفاق، تم تحديد الرسوم عند 0 دولار للطن المتري و0 سنت للرطل، وهو ما يُعد تراجعاً حاداً مقارنةً بالتسعيرة السنوية القياسية للعام 2025 التي تم التفاوض عليها سابقاً بين أنتوفاجاستا والمصاهر الصينية، والتي بلغت 21.25 دولار للطن و2.125 سنت للرطل.

ووصف مسؤول في إحدى مصاهر الألومنيوم واثنان من المحللين المتخصصين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، الاتفاق بأنه “أفضل من المتوقع” من حيث شروطه، لكنه في الوقت ذاته ينذر بمزيد من الضغوط المالية على المصاهر الصينية، والتي تُعد أكبر منتج ومستهلك للنحاس المُكرر في العالم.

وتمثل رسوم المعالجة مصدراً رئيسياً للإيرادات لدى المصاهر، ما يعني أن الوصول بها إلى مستوى الصفر سيؤدي إلى تفاقم خسائر هذه الشركات، خاصةً في ظل تصاعد التكاليف التشغيلية وتراجع هوامش الربح.

ويرى محللون وتجار أن الانخفاض القياسي في الرسوم قد يدفع بعض المصاهر إلى تقليص الإنتاج تدريجياً خلال الشهور المقبلة، خاصةً إذا استمرت ضغوط العرض وغياب البدائل المربحة.

وتفاقم النقص في مركزات النحاس هذا العام نتيجة تسارع دخول قدرات صهر جديدة في الصين حيّز التشغيل، ما خلق حالة من التنافس الشديد على الكميات المحدودة من المركزات المتاحة في الأسواق العالمية.

ويأتي هذا التطور في وقت حساس يشهد فيه سوق النحاس العالمي اضطرابات في سلاسل الإمداد وزيادة في الطلب الصناعي، لا سيما من قطاعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، ما يزيد من حساسية الأسعار لأي تغيّرات في العرض أو كلفة المعالجة.

ويُرجح خبراء أن الاتفاق الصيني – التشيلي قد يُشكّل سابقة تدفع لاعبين آخرين في السوق إلى إعادة تقييم نماذج التسعير التقليدية، خاصةً في حال استمرت أزمة الإمدادات.



التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *