التخطي إلى المحتوى
يومية ضحايا الاقليمي ما تشتريش نص كيلو لحمة.. 120 جنيه ممكن تشتري بيهم إيه في مصر؟


من امبارح ومصر كلها مقلوبة على وفاة 18 بنت في عمر الزهور.. ماتوا فى حادث سير على الطريق الاقليمي وهما رايحين يشتغلوا باليومية عشان يوفروا لنفسهم ولأهلم حياة كريمة.. تخيل ان البنات دول ماتوا وهما رايحين يشتغلوا يومية ب 120 جنيه..  بس السؤال هي 1200 جني دي ممكن تشترى ايه اليومين دول وهل حياة البنات اللى ماتوا دول تمنها ب 120 جنيه؟

بنات صحيوا من الفجر.. ركبوا ميكروباص ماشي على الطريق الإقليمي في المنوفية بيسعوا على رزقهم و يشتغلوا في الشمس ويتعبوا، وكل ده عشان آخر اليوم ياخدوا 120 جنيه بس للأسف.. عمرهم خلص قبل ما يوصلوا.

الحادث البشع ده حصل على الطريق الاقليمي في مدينة أشمون بالمنوفية، شاحنة تقيلة دخلت في ميكروباص رايح شايل بنات غلابة، البنات دول كانوا رايحين يشتغلوا شغل يومية في الزراعة.. وكل اللي هياخدوه في اليوم 120 جنيه ، النتيجة.. 18 بنت ماتوا أغلبهم منهم قرية صنصفط وكفر السنابسة التابعين لمركز منوف.

وعلى هامش الحادثة الكبيرة دي .. ناس كتير لفت نظرها قيمة اليومية اللى بتاخدها البنات وبدأوا يسألوا هي ال 120 جنيه دي تجيب إيه فى الزمن ده.

يا ترى ممكن تشترى نص كيلو لحمة.. لأ طبعا .. طب كيلو فراخ؟ يمكن.

طب كرتونة بيض؟ لأ.. بقت بـ150 جنيه.. طب حتى وجبة سريعة لأسرة من 4 أفراد؟ مستحيل.

ال 120 جنيه دي يا دوبك ممكن تجيب كيس رز.. وكيس مكرونة.. وشوية طماطم.. ومعاهم نص كيلو فاصوليا؟

يعني كل من البنت البنات اللى كاتوا فى حادث الاقليمي كانت خارجة من بيتها.. تركب مواصلات على حسابها.. تشتغل في عز الحر.. تحت الشمس.. في أرض زراعية.. كل ده بمبلغ ما يجيبش نص كيلو لحمة ولا حتى يشترى كرتونة بيض 
وعشان كده فيه منظمات حقوقية كتيرة اتكلمت بعد الحادث وقالت ان ده اسمه استغلال لفقر البنات مع غياب العدالة الاجتماعية.

وبدأنا نسمع أسئلة .. زي فين الرقابة؟ فين التأمين؟ فين شركات النقل المحترمة اللي تأمن نقل العاملات؟.. ميكروباص بـ10 راكب ماشي بسرعة على طريق المفروض يكون عليه رقابة.. ويخبطه تريلا إزاي ده بيحصل.

الصدمة الأكبر إن بعد ما البنات دول ماتوا.. ناس كتير اكتفت بكلمة “قضاء وقدر”.. صحيح ان فعلا  كل حاجة قضاء وقدر بس في فرق بين قدر ربنا.وإهمال البشر.. في فرق بين الموت الطبيعي والموت اللي إحنا بنرخصه ببجاحة كل يوم.

وال 120 جنيه اللى البنات كانوا رايحين عشانها مكنتش تمن يومية .. كانت تمن حياة.. وكانت أرخص حتى من تمن المشوار اللي خدهم من بيوتهم.. ومرجعهمش.

ربنا يرحم شهداء لقمة العيش في حادث الطريق الاقليمي ويصبر كل حبايبهم.



التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *