التخطي إلى المحتوى



في خطوة تؤكد تسارع وتيرة التحول الصناعي في جنوب شرق آسيا، أعلنت شركة “فينفاست” الفيتنامية لتصنيع السيارات الكهربائية، اليوم الأحد، عن افتتاح ثاني مصانعها داخل البلاد، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من الإنتاج الموسّع، تمهيدًا لدخول سوق السيارات الكهربائية العالمية بقوة أكبر.

وجاء افتتاح المصنع الجديد في وقتٍ تشهد فيه أسواق السيارات تحولات جذرية مدفوعة بالطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، وبضغط السياسات البيئية الدولية الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية.

من فيتنام إلى العالم: طموح صناعي مدعوم بتكنولوجيا خضراء

يُعد المصنع الجديد جزءًا من استراتيجية “فينفاست” بعيدة المدى، التي ترتكز على توسيع الطاقة الإنتاجية وامتلاك سلاسل إمداد محلية قوية. ومن المتوقع أن يسهم المصنع في رفع القدرة الإنتاجية السنوية إلى عشرات الآلاف من السيارات، مع التركيز على الموديلات الكهربائية المدمجة SUV والسيدان.

وتطمح الشركة، المملوكة لمجموعة “فين جروب”، إلى تحويل نفسها إلى علامة عالمية في سوق المركبات الكهربائية، وقد بدأت بالفعل خطوات فعلية بدخول السوق الأمريكية عبر منشآت تجميع في ولاية نورث كارولينا، مع خطط طموحة للاستثمار في أوروبا وآسيا.

التحول الأخضر في قلب الاستراتيجية الصناعية

يأتي توسع “فينفاست” في التصنيع المحلي متسقًا مع رؤية الحكومة الفيتنامية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتعزيز الاعتماد على وسائل نقل منخفضة الكربون. ويشمل المصنع الجديد خطوط إنتاج صديقة للبيئة، واستخدامات موسعة للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تكنولوجيا متقدمة في تجميع البطاريات وتطوير البرمجيات المدمجة.

المنافسة العالمية في سوق ناشئة وسريعة النمو

تدخل “فينفاست” سوق السيارات الكهربائية في وقت تتزايد فيه حدة المنافسة مع شركات عملاقة مثل “تسلا” و”بي واي دي” و”ريفيان”، لكنها تراهن على ميزة التصنيع منخفض التكلفة في فيتنام، والدعم الحكومي، وتوجهات الاستدامة كركائز للنجاح.

وقد أعلنت الشركة أنها تسعى للوصول إلى إنتاج نصف مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول 2030، مستهدفة شرائح المستهلكين الباحثين عن بدائل بأسعار تنافسية في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.

تحليل: ماذا يعني هذا التوسع لفيتنام والأسواق الناشئة؟

فيتنام تتحول تدريجيًا إلى مركز صناعي إقليمي بديل عن الصين، وخاصة في الصناعات التقنية والكهربائية.

التوسع التصنيعي يعزز الفرص التصديرية ويزيد من قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا الخضراء.

يُمثل توسع “فينفاست” نموذجًا يُحتذى به للدول النامية الساعية لتحقيق التوازن بين النمو الصناعي وحماية البيئة.



التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *