
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحليفه السابق إيلون ماسك، التبارز بالتصريحات مرة أخرى بعد أن كادت تخمد الحرب الكلامية بينهما.
وانفجرت الأزمة مرة أخرى بعد الانتقادات اللاذعة الذي صوبها صاحب شركة “تسلا” للقانون الجديد لخفض الضرائب والإنفاق الضخم، المشروع الجميل والكبير من وجهة نظر ترامب، وتعهد «ماسك» بإسقاط المشرعين الذين يوافقون عليه.
المشروع الذي يدعمه الرئيس الأمريكي هو عبارة عن تشريعات محلية تتعلق بتخفيضات في برامج الأمان الاجتماعي، والمبادرات البيئية والصحية، بالإضافة إلى برامج المساعدات العالمية، كما يلغي المشروع الدعم على السيارات الكهربية، وهو ما يعتبر تصعيدا جديدا للصراع داخل الحزب الجمهوري.
أموال طائلة يمكن توفيرها
قال الرئيس دونالد ترامب بعد انتقادات الملياردير إيلون ماسك على القانون “إن إيلون ربما يحصل على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ، وبدون الدعم، من الممكن أن يضطر إلى إغلاق متجره والعودة إلى موطنه في جنوب أفريقيا، لا مزيد من عمليات إطلاق الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو إنتاج السيارات الكهربائية، وستوفر بلادنا أموال طائلة، ومن الممكن أن نجعل وزارة كفاءة الحكومة الفيدرالية «DOGE» تلقي نظرة فاحصة وجادة على هذا الأمر، إنها أموال طائلة من الممكن توفيرها”.

وأشارت وكالة «رويترز» في هذا الشأن إلى أن هذا الأمر خلق الخلاف بين ترامب وماسك لأنه يضع عقبات أمام شركة «تسلا» الذي يمتلكها إيلون ماسك، وبقية شركاته.
وتابعت الوكالة الدولية أن وزارة النقل الأمريكية تنظم تصميم المركبات، وسيلعب ذلك التصميم دورا محوريا في تقرير ما إن كانت شركة “ماسك” سيكون بإمكانها إنتاج السيارات الروبوتية التي تعمل بدون دواسات وعجلات قيادة على نطاق واسع أم لا.
وكانت أسهم شركة “تسلا” قد انخفضت بنسبة 5% في تعاملات ما قبل السوق، وذلك على الرغم من أن شركة ماسك “سبيس إكس” تملك 22 مليار من العقود الفيدرالية بحسب “رويترز”.
إيلون ماسك “أوقفوا كل شئ الآن”
لم يهدأ إيلون ماسك، وأراد الرد الفوري على ترامب، فكتب على حسابه بمنصة «إكس» “أوقفوا كل شئ الآن.
وعندما بدأت العلاقات بين ترامب وماسك تتحول إلى شجار على منصات التواصل الاجتماعي، هدد ترامب بقطع عقود ماسك الحكومية، بسبب مشروع القانون الذي قال عنه خبراء غير حزبيين أنه سيضيف 3 تريليون دولا إلى الدين الأمريكي.
وبينما يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة القوانين الذي يؤيدها ترامب، أمس الإثنين، وبعد أسابيع من الهدوء بين ماسك وترامب، عاد ماسك من جديد لإشعال الحرب الكلامية وكتب على “إكس” واصفا المناقشات بأنها مجنونة ومدمرة.
BREAKING: Odds of Elon Musk creating a new political party in 2025 surge to 41%
The spike comes after Elon proposed forming the “America Party.”
Is it time for another choice in America? pic.twitter.com/unOElxotf7
— Kalshi (@Kalshi) July 1, 2025
تهديدات بإسقاط الحزب الجمهوري الحاكم
وأطلق ماسك على المشرعين الذين قاموا بحملتهم الانتخابية على خفض الإنفاق ثم يدعمون هذا المشروع، يجب أن يعلقوا رؤوسهم في العار، وتوجه متوعدا إلى الجمهوريين “سيخسرون الانتخابات التمهيدية العام القادم، وسيحدث إذا كان هذا آخر شئ سأفعله على الأرض”.
وأعاد ماسك مرة أخرى دعوته بتأسيس حزب سياسي جديد، وقال “إنه من الظاهر وبعد الإنفاق الجنوني لهذا القانون الذي يزيد الدين بمبلغ قياسي قدره 5 تريليون دولار أننا نعيش في بلد الحزب الواحد، ونعته بـ «حزب الخنزير»، لقد آن الأوان لتأسيس حزب جديد يهتم فعلا بالشعب”.
تحليل رويترز
وحول هذا الانتقاد المتبادل، وحرب التصريحات التي يبدو أنها مصالح يتم التغافل عنها بين ترامب وماسك، فإن «رويترز» كونت رأيا جوهريا حول هذا الأمر، وقالت “إن هذه الانتقادات شكلت تحولا درامتيكيا بعد إنفاق ماسك حوالي 300 مليون ريال على حملة إعادة انتخاب دونالد ترامب، وقاد مبادرة DOGE المثير للنقاشات حوله، والتي أطلقتها إدارة ترامب”.
مدى تأثير ماسك
وبعد محاربة ماسك لمشروع القانون، وتأكيد بأنه سيزيد الدين الوطني بشكل مبالغ فيه، كما أنه يمحو المدخرات التي يزعم أنه حققها من خلال DOGE، ترى «رويترز» أنه من غير الواضح ما هو مدى تأثير ماسك على الكونجرس، أو التأثير الذي قد يكون لرأيه على تمرير القانون.
جدير بالذكر أن أنصار الحزب الجمهوري قلقون للغاية، حيث أكدوا تخوفهم من أن خلافات ماسك وترامب من الممكن أن تؤثر وتضر في فرصهم لحماية الأغلبية التي يتمتعون بها في انتخابات التجديد النصفي عام 2026.
التعليقات