أبقت اللجنة الدائمة المشتركة للتجارة والصناعة والخدمات المصرفية في تايلاند على توقعاتها بنمو اقتصادي ضعيف خلال عام 2025، متوقعة أن يتراوح معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بين 1.5% و2%، وهي نفس التقديرات السابقة، ما يعكس استمرار حالة الركود الاقتصادي التي تعصف بثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
ضعف أداء الصادرات وقلق من ارتفاع العملة
وأشارت المجموعة إلى أن الصادرات التايلاندية – المحرك الرئيسي للنمو – قد تتراوح بين تراجع بنسبة 0.5% أو ارتفاع طفيف لا يتجاوز 0.3%، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي المحلي في ظل تباطؤ الطلب العالمي.
كما أبدت اللجنة قلقها من الارتفاع السريع في قيمة البات التايلاندي، والذي يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للصادرات، مطالبة البنك المركزي بالتدخل عبر خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر لتحفيز الاقتصاد.
وكان البنك المركزي التايلاندي قد قرر، كما كان متوقعًا، تثبيت سعر الفائدة الأساسي عند 1.75% الأسبوع الماضي، محافظًا على الاستقرار النقدي بعد خفضين متتاليين خلال الأشهر الماضية، وذلك في محاولة للحفاظ على هامش المناورة الضيق في ظل أجواء سياسية وتجارية متوترة.
مؤشرات اقتصادية مقلقة
وكان اقتصاد تايلاند قد سجل نموًا بنسبة 2.5% في 2024، أقل من التوقعات وأدنى من متوسط النمو الإقليمي، ما يعكس فشل خطط التحفيز الحكومي في إحداث انتعاش ملموس.
وقال فيزيت ليملورشا، نائب رئيس غرفة التجارة التايلاندية، إن البلاد تمر بـ”فترة تراجع اقتصادي حادة”، مشيرًا إلى تحديات داخلية وخارجية تضاعف من حدة الأزمة.
وتدعم هذه الرؤية مؤشرات ثقة المستهلك والصناعة:
انخفض مؤشر ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى له منذ 27 شهراً.
سجّل مؤشر ثقة القطاع الصناعي أدنى مستوياته منذ 8 أشهر في مايو الماضي.
مأزق تجاري مع واشنطن
في جانب آخر، تواجه الحكومة التايلاندية تحديات إضافية بسبب تعثر المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، وسط تهديدات بفرض تعرفة جمركية بنسبة 36% على الواردات التايلاندية.
وأوضح ناتابون خامتاكرو، المحلل في شركة “يوانتا سيكيوريتيز”، أن “الولايات المتحدة لن تدخل في مفاوضات جادة مع حكومة تفتقر للشرعية السياسية أو الأغلبية البرلمانية”.
فوضى سياسية وظروف اقتصادية حرجة
ورغم التفاؤل الحذر من بعض الجهات بإمكانية التوصل إلى حلول سياسية سريعة، حذّر خبراء في بنك OCBC من أن “الاقتصاد التايلاندي معتاد على الفوضى السياسية، لكن هذه المرة تتزامن التحديات الداخلية مع ضغوط خارجية، ما يجعل التوقيت أكثر خطورة من أي وقت مضى”.
التعليقات