تدرس شركة أرامكو السعودية بيع ما يصل إلى خمس محطات كهرباء تعمل بالغاز، في إطار خطة أوسع تهدف إلى تحرير أصول يمكن أن تولد عشرات المليارات من الدولارات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة.
وأوضح مصدران أن المحطات، التي تُغذي عدداً من مصافي النفط التابعة لأرامكو، قد تُدرّ نحو 4 مليارات دولار حال بيعها، في وقت تسعى فيه الحكومة السعودية إلى تعزيز الأرباح والعوائد المحولة من أرامكو إلى الدولة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أرامكو لخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتوليد السيولة من خلال تصفية بعض أصولها، بما في ذلك الأصول غير الأساسية مثل المجمعات السكنية، وخطوط الأنابيب، وحتى أجزاء من البنية التحتية في الموانئ، وفقاً للمصادر.
وفي سياق موازٍ، تستعد أرامكو لتخفيض توزيعات الأرباح بنسبة تقارب الثلث خلال عام 2025، بسبب تراجع أسعار النفط، مما أثّر بشكل مباشر على إيرادات الشركة. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، وتعتمد بشكل كبير على عوائدها، بما يشمل الضرائب والإتاوات.
ورغم أهمية الخطوة، لم تُصدر أرامكو أو الجهات الحكومية السعودية أي تعليق رسمي على عمليات البيع أو حجم العوائد المتوقعة، فيما لم يتضح الجدول الزمني للعملية بعد، نظراً لسريتها، بحسب ما أفادت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها.
ووفقاً للتقرير المالي لعام 2024، تمتلك أرامكو بشكل كلي أو جزئي نحو 18 محطة كهرباء محلياً، تزوّد منشآت الشركة ومصافيها بالطاقة. ومن المرتقب أن تبدأ محطة غاز تناجيب العمل خلال العام الجاري، ضمن مشروعات توسعية في البنية التحتية للطاقة.
وتأتي هذه التحركات في وقت تضخ فيه المملكة استثمارات ضخمة لتنفيذ مشاريع تنموية كبرى بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، خاصة مع استمرار تراجع أسعار الخام.
وبالرغم من تحقيق أرامكو إيرادات بلغت 199 مليار دولار في 2024، سجّلت الميزانية السعودية عجزاً تجاوز 30 مليار دولار، ما دفع المملكة إلى تعزيز أدوات التمويل عبر إصدار سندات بقيمة 5 مليارات دولار في مايو الماضي، مع احتمالات لاقتراض إضافي في الفترة المقبلة، لتمويل مشاريع عملاقة أبرزها إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034.
التعليقات