
برز اسم الشاعر الإماراتي علي صالح بن العبد، الذي استطاع أن يُعبّر عن الإنسان الخليجي، وهمومه واعتزازه بهويته، بكلمات تنبع من القلب وتصل إلى القلب، في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتبدل الأذواق يظل بعض الشعراء قادرين على الإمساك بجوهر الكلمة، ونقلها إلى المتلقي كما لو كانت نبضًا.
نشأ ابن أبوظبي في بيئة تحتفي بالشعر النبطي، لم يكن مجرد ناقل للكلمة بل صانع حقيقي لها يُشكّلها بإحساس ويمنحها بعدًا وجدانيًا من خلال صوته حين يُنشدها في صورة شيلة خليجية صادقة.
ويبرز ذلك الخيط الخفي من الإحساس في كل عمل له سواء كتب للوطن، أو للمحبة، أو للحنين. مشاركاته المتعددة في مناسبات وطنية في الإمارات والسعودية لم تكن مجرد ظهور، بل كانت موقفًا شعريًا يعبر عن صدق الانتماء وروح الخليج الواحد.
ولم يتخل علي صالح بن العبد عن عمق الكلمة رغم الانتشار السريع للمحتوى الرقمي بل على العكس، نجح في توظيف الوسائط الحديثة، حتى باتت أعماله تحقق مشاهدات تجاوزت 3 ملايين على يوتيوب، دون أن يفرط في القيمة أو ينحرف عن خطه الفني المحافظ على الأصالة.
ويقدّم الشاعر علي صالح بن العبد نموذجًا يُحتذى به في زمن يحتاج فيه الشباب لقدوة فنية تُلهم دون أن تبتذل شاعرًا لا يلهث خلف الشهرة، بل يكتب ليبقى أثره حيًا في الذاكرة الخليجية، وبين محبيه الذين يرونه صوتًا صادقًا من أرض الصدق.
التعليقات