التخطي إلى المحتوى
أهم أسباب وأعراض نقص مخزون الحديد


أهم أسباب وأعراض نقص مخزون الحديد

مقدمة

يُعد الحديد من المعادن الحيوية للجسم، فهو يدخل في تركيب الهيموغلوبين داخل خلايا الدم الحمراء، ويساعد على نقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم كالرئتين والعضلات والأعضاء الحيوية. عندما يقل مخزون الحديد، تحدث حالة تُعرف بـ فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، مما يضعف قدرة الجسم على أداء وظائفه الحيوية ويؤدي إلى أعراض متنوّعة.

أهم أسباب وأعراض نقص مخزون الحديد


  1. فقدان الدم المزمن

  • الدورة الشهرية الغزيرة: تُعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب، وقد تؤدي إلى خسارة كميات كبيرة من الحديد شهريًا.
  • نزيف داخلي بالجهاز الهضمي: كالقُرح، البوليبات، السرطانات، أو بسبب تناول أدوية مضادة للالتهاب (مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين) .
  • التبرّع المنتظم بالدم: يؤثر على مستوى الحديد لدى المتبرعين بكثرة.
  1. سوء امتصاص الحديد

  • أمراض الأمعاء: مثل الداء الزلاقي (celiac disease) أو مرض كرون، أو بعد عمليات جراحية في الجهاز الهضمي، مما يقلل قدرة الامتصاص .
  • انخفاض حموضة المعدة: قد يصيب متناولي مثبطات الحموضة أو المصابين بعدوى ملوية البواب (H. pylori)، مما يقلل من فعالية امتصاص الحديد.
  1. قلة تناول الحديد أو زيادة الاحتياج

  • نظام غذائي فقير بالحديد: خاصة لدى النباتيين أو من يعتمد على الوجبات السريعة دون تنوع غذائي.
  • فترة الحمل والرضاعة: تزداد فيها حاجة الجسم للحديد لتكوين الدم وتغذية الجنين.
  • نمو الأطفال والمراهقين: يزداد في هذه الفترات احتياج الجسم للحديد.
  1. أمراض مزمنة

  • الفشل الكلوي، السرطان، الأمراض الالتهابية المزمنة: تؤثر على إنتاج خلايا الدم وامتصاص الحديد بل وتزيد خطر النزيف الداخلي.
  1. الطفيليات المعوية

  • تعد ديدان الخطاف (hookworms) أحد الأسباب العالمية الشائعة لنزيف الأمعاء وفقدان الحديد خاصة في الدول ذات البنية الصحية الضعيفة.

ثانيًا: الأعراض الشائعة لنقص الحديد

  1. التعب الشديد والضعف العام

الشعور المستمر بالإرهاق، حتى مع نوم كافٍ، هو أحد أبرز أعراض نقص الحديد . يحدث ذلك لأن نقص الحديد يقلل من إنتاج الهيموغلوبين، مما يضعف نقل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم.

  1. شحوب البشرة والبطانات الداخلية

يلاحظ المصابون شحوبًا واضحًا في الوجه، اللثة، أو داخل الجفون (خاصة في ذوات البشرة الداكنة).

  1. صعوبة في التنفّس وخفقان القلب

يحاول القلب تعويض نقص الأكسجين عن طريق تسارع ضرباته، مما يؤدي إلى ضيق التنفس والألم الصدري أحيانًا.

  1. الصداع، الدوخة، وخفة الرأس

نقص الأكسجين في الدماغ يسبب صداعًا متكررًا، دوارًا، وأحيانًا نعاسًا.

  1. برودة اليدين والقدمين

قلة تدفّق الدم المؤكسج تؤدي إلى الشعور بالبرودة في الأطراف.

  1. هشاشة الأظافر، وآلام اللسان

تظهر أعراض مثل الأظافر الهشة أو المنقبضة (koilonychia)، وقد ينمل أو يتهيج اللسان.

  1. تساقط الشعر

نقص الحديد يقلل من مواد التغذية لبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط أو ضعف الشعر.

  1. رغبة غير طبيعية في تناول أشياء غير غذائية (Pica)

كالرغبة في مضغ الثلج أو التلف، وهي علامة بارزة على نقص الحديد.

  1. أعراض أخرى

  • انخفاض الشهي: خاصة عند الأطفال.
  • القلق أو الاكتئاب، وضباب الدماغ: بسبب نقص الأكسجين والتغيّرات الكيميائية في الدماغ.
  • طنين الأذن (Tinnitus)، تقرحات صغيرة في الفم، متلازمة تململ الساقين: قد تظهر كمضاعفات إضافية.

ثالثًا: تشخيص نقص الحديد

  • تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): يقيس الهيموغلوبين، الهيماتوكريت، وعدد خلايا الدم الحمراء.
  • فحص الحديد في الدم والسيرولوبلازم وفيرتين: لاكتشاف نقص مخزون الجسم وتحديد سببه .
  • فحوص إضافية حسب الحاجة: كتنظير الجهاز الهضمي عند وجود نزيف مشتبه، أو اختبارات سوء الامتصاص (داء زلاقي).

رابعًا: مضاعفات نقص الحديد

إذا تُرك دون علاج، قد يسبب:

  • تدهورًا في المناعة وزيادة الحساسية للعدوى.
  • مشكلات قلبية: مثل خفقان القلب، أو تضخم القلب، وأحيانًا فشل القلب .
  • مضاعفات الحمل: ومنها الولادة المبكرة، نقص وزن المولود وتأخر نموه .
  • تأثير على تطور ونمو الأطفال: مما يؤثر على الأداء الفكري والحركي لديهم .
  • اضطرابات نفسية: تشمل الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم .

خامسًا: العلاج والوقاية

  1. معالجة السبب.

  • معالجة النزيف أو تحسين الامتصاص.
  • علاج الداء الزلاقي، أو الاهتمام بالصحة المعدية.
  • تقليل فقدان الدم عند النساء باستخدام وسائل لمنع النزف.
  1. تحسين النظام الغذائي

  • تناول مصادر حديد: اللحوم الحمراء، الكبد، الأسماك، والبقوليات، السبانخ، الحبوب المدعمة بالفوليك.
  • تعزيز الامتصاص عبر تناول فيتامين C (كالبرتقال والفلفل)، وتجنّب الأطعمة والمشروبات المعيقة مثل الشاي، القهوة، منتجات الألبان في وقت الوجبة.
  1. المكملات الدوائية

  • يصف لك الطبيب المعالج مكملات حديد تؤخذ عن طريق الفم، لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر.
  • في حالات سوء الامتصاص الشديد أو فقدان الدم الفادح قد يُستخدَم الحديد الوريدي أو حتى نقل دم.
  • تُراقَب الجرعة دوريا لمنع السمية (تراكم زائد في الكبد)، ولا يُنصح بتناول الحديد دون استشارة.
  1. العادات الوقائية

  • الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن والغني بالحديد.
  • التبرع بالدم باعتدال، وفحص مستويات الحديد باستمرار.
  • للنساء، متابعة تدفق الدورة الشهرية عند زيادته ومراجعة الطبيب.
  • للمراهقين والحوامل، مراقبة مستويات الحديد بشكل دوري.

خاتمة

نقص مخزون الحديد حالة منتشرة وقابلة للعلاج عند التشخيص المبكّر. يتطلب ذلك وعيًا بالتغيّرات في الجسم مثل التعب المستمر، الشحوب، أو الرغبة بأشياء غير غذائية. الفحص الطبي مبكرًا مهم لتحديد السبب ووضع الخطة العلاجية المناسبة، بما في ذلك تعديل النظام الغذائي أو تناول المكملات حسب الحاجة. الوقاية تعتمد على التغذية المتنوعة والمتوازنة ومتابعة الحالات المعرضة لخطر أكبر.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *