عادت شركة النصر للسيارات لتتصدر المشهد من جديد بعد الإعلان عن إطلاق أول إنتاج محلي من السيارات الكهربائية بالتعاون مع شركة “دونج فينج” الصينية والشريك المحلي في التصنيع، في خطوة تاريخية طال انتظارها من المصريين لرؤية سيارات “صنع في مصر” بأسعار مناسبة وتقنيات حديثة لتعود شركة النصر للسيارات، أحد رموز الصناعة الوطنية، بقوة إلى ساحة الإنتاج، في خطوة ينتظرها ملايين المصريين كبداية لعودة صناعة السيارات المصرية.
تاريخ نشأة النصر للسيارات
تأسست شركة النصر للسيارات عام 1960 بقرار جمهوري رقم 913، بهدف تأسيس صناعة سيارات مصرية تُمكن الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتي. وتمتد منشآتها على مساحة تبلغ 900 ألف متر مربع، وتضم 9 مصانع متنوعة، مما أهلها لأن تكون واحدة من أوائل الشركات العربية في هذا القطاع الحيوي.
خلال سنواتها الذهبية، أطلقت الشركة عددًا من أشهر الطرازات التي حازت على ثقة الشارع المصري مثل:

نصر 128
نصر شاهين
فلوريدا
تمبرا
نصر 127
وتعاونت النصر مع شركات عالمية مثل فيات الإيطالية، يوجو الصربية، وTofaş التركية لإنتاج سيارات بتقنيات حديثة وقتها.
سنوات التوقف والعودة التدريجية
بدأت معاناة الشركة مع مطلع الألفية الجديدة، حيث تفاقمت مديونياتها التي تجاوزت مليار جنيه، ما أدى إلى تصفيتها عام 2009، وتقلص عدد العمال من 10 آلاف إلى 300 فقط لكن عادت جزئيًا عام 2013، قبل أن تتوقف نهائيًا في 2015 لكن الدولة قررت إحياء الشركة ضمن استراتيجية دعم الصناعة الوطنية، ليصدر قرار في 2022 بدمجها مع الشركة الهندسية لصناعة السيارات، وبدء خطة طموحة للعودة عبر بوابة السيارات الكهربائية.
التعاون مع دونج فونج الصينية
وبدأت مفاوضات النصر للسيارات مع شركة دونج فونج الصينية في مارس 2024، ونتج عنها عدة اتفاقيات، منها:
مذكرة تفاهم في مايو 2024
اتفاقيات توريد المعدات
خدمات ما بعد البيع
اتفاقية الترخيص مطلع 2025
كل هذه الخطوات تمهّد لإطلاق أول سيارة كهربائية مصرية بمكون محلي لا يقل عن 50% في مرحلتها الأولى.

الإنتاج المستهدف
300 أتوبيس سنويًا حاليًا
مستهدف الوصول إلى 1500 أتوبيس سنويًا بحلول 2027
20 ألف سيارة ملاكي سنويًا في وردية واحدة
10 سيارات في الساعة كسعة إنتاجية للمصنع
دعم الدولة وتوطين الصناعة
وأكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، أن النصر تمثل نموذجًا يُحتذى به في تطوير الأصول العامة بالشراكة مع القطاع الخاص، دون خصخصة أو بيع للأصول. وأوضح أن الهدف هو توطين صناعة المركبات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز الصادرات، بما ينعكس على الاقتصاد الوطني.
كما لفت إلى أن سعر السيارات الجديدة سيكون منافسًا في السوق المصري، ويُنتظر أن يُحدث توازنًا سعريًا ملحوظًا عند بدء الطرح التجاري.
وتسعى شركة النصر للسيارات إلى أن تكون مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات في الشرق الأوسط، عبر توفير منتج مصري بتكنولوجيا عالمية، يليق بتاريخها، ويعزز من الهوية الصناعية لمصر.
انطلاقة جديدة.. وتكنولوجيا حديثة
وشهد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، احتفالية إعادة تشغيل مصنع الأتوبيسات بشركة النصر، وببدء الإنتاج الفعلي وكشف الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، عن تسليم أول دفعة 10 أتوبيسات من أصل 100 أتوبيس لصالح شركات نقل الركاب.

وتحمل هذه الحافلات اسم “نصر سكاي – NASR SKY”، وهي من نوع سوبر هاي ديك مكيفة ومجهزة وفقًا لأعلى المعايير. وتتميز بسعة 49 راكبًا وطول 12 مترًا، مع مكون محلي يصل إلى 60% حاليًا، ومستهدف أن يصل إلى 70% مستقبلًا.
شراكات دولية.. ومصنع الركوب يدخل الخدمة
كما تم توقيع اتفاق تأسيس شركة مساهمة بين النصر للسيارات وكل من ترون تكنولوجي السنغافورية ويور ترانزيت الإماراتية بهدف إنتاج أول ميني باص كهربائي بسعة 24 راكبًا، فيما يجري تجهيز مصنع 4، المخصص لإنتاج سيارات الملاكي، سواء التقليدية أو الكهربائية، على مساحة 40 ألف متر، بخطوط حديثة للتجميع واللحام والدهان.
وكشفت مصادر عن الانتهاء من تجميع الهياكل الخارجية لـ 4 سيارات ملاكي تحت إشراف وفد صيني، ويُنتظر الانتهاء من تجميع أول نموذج كامل خلال أسابيع.
التعليقات