يا ترى إيه اللي جاب بنما لمصر، وليه قررت تدخل مجال الاستثمار في النقل البحري عندنا، وهل في شراكة جديدة ممكن تفتح أبواب لوجستية ضخمة بين مصر وأمريكا اللاتينية؟
اللي حصل باختصار، إن رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين، استقبل سفير بنما في القاهرة وهو ريكاردو إيساثا، واللقاء ده مش كان مجرد زيارة دبلوماسية والسلام، ده كان بداية لكلام جاد عن شراكة في واحد من أهم القطاعات في مص وهو النقل البحري والخدمات اللوجستية.
طب ليه ده مهم؟
أول حاجة، هي إن بنما مش دولة عادية في المجال ده، دي عندها واحدة من أهم القنوات الملاحية في العالم وهي “قناة بنما”، فلو حصل تعاون بينها وبين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فاحنا بنتكلم على تكامل بين محورين استراتيجيين بيسيطروا على حركة التجارة العالمية.
ونقدر نقول، إن اللقاء ده ناقش فرص استثمار بنما في المناطق الصناعية والمواني المصرية، وخاصة في المجالات المرتبطة بالخدمات البحرية، زي الصيانة والإصلاح والخدمات اللوجستية وده بيخلي من مصر مركز محوري أكتر للتجارة بين الشرق والغرب، خاصة مع البنية التحتية المتطورة اللي عندنا.

كمان، السفير البنمي بنفسه قال إن بلده شايفة فرص ضخمة للتعاون، وإن قناة بنما والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يقدروا يشكلوا نموذج عالمي للتكامل في سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.
ومن ناحية تانية، الهيئة الاقتصادية بدأت سلسلة من اللقاءات الترويجية مع دبلوماسيين وشركات عالمية، ولقاء بنما كان من أبرزهم، وده معناه إن الهيئة ماشية بخطة واضحة علشان تجذب استثمارات جديدة وتحول مصر لمركز عالمي في اللوجستيات.
اللي لافت كمان، إن التعاون ده مش بس هيبقى تبادل خبرات أو استثمارات تقليدية، ده ممكن يوصل لإنشاء شركات أو مشروعات مشتركة تخدم التجارة العابرة للقارات من أمريكا اللاتينية لآسيا وأوروبا، وكل ده من بوابة قناة السويس، يعني ببساطة مصر ممكن تبقى حلقة وصل لوجستية بين نص العالم والتاني، وده مش كلام دعاية ده واقع بيترسم خطوة بخطوة.
وفي ظل المنافسة العالمية الشرسة على المواني والمراكز البحرية، فوجود شراكة مع دولة بحجم بنما واللي عندها خبرة عقود في إدارة قناة بتخدم الملاحة العالمية، بيدينا دفعة قوية في إننا مش بس نكون محطة عبور، لكن كمان نكون مركز اتخاذ قرار ومركز توزيع وتخزين وتصدير، وده هيفتح فرص شغل ونمو اقتصادي ويخلي اسم مصر مربوط بخريطة التجارة الدولية بأكتر من شكل.
والخلاصة هي، إن دخول بنما على خط التعاون مش بس خطوة سياسية، لأ دي رسالة إن العالم شايف في مصر فرصة، والمواني والمناطق الصناعية في المنطقة الاقتصادية بقت فعلاً تحت أنظار الكبار.
التعليقات