في مشهد هزّ المنطقة وأثار تفاعلات واسعة، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت اليوم مراسم تشييع حسن نصر الله، الأمين العام السابق لـحزب الله. الحدث الذي شارك فيه آلاف المشيعين تزامن مع تصريح مثير للجدل من الجيش الإسرائيلي، حيث قال: “اليوم أصبح العالم أفضل”، في إشارة واضحة إلى تأثير وفاة نصر الله على الأوضاع الإقليمية والدولية.
مراسم التشييع: بين الحزن والاستعراض:
بدأت مراسم التشييع من مدينة كميل شمعون الرياضية في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اكتظت الشوارع بآلاف المشيعين الذين رفعوا صور نصر الله والأعلام الصفراء للحزب.
المراسم لم تكن فقط مناسبة للرثاء، بل أيضًا لاستعراض قوة الحزب في ظل الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي يمر بها لبنان. كما شهدت المراسم خطابات من قيادات حزب الله أكدت على استمرار “نهج المقاومة” وتوعدت بالرد على الاغتيال الإسرائيلي.
التعليق الإسرائيلي: قراءة ما بين السطور:
في تصريح مقتضب ولكنه محمل بالرسائل، نشر الجيش الإسرائيلي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“اليوم هو يوم جنازة حسن نصر الله. اليوم أصبح العالم مكانًا أفضل.”
يُظهر هذا التصريح ارتياحًا إسرائيليًا واضحًا، ويعكس ما تعتبره إسرائيل نجاحًا استراتيجيًا في تقويض قوة حزب الله عبر استهداف قياداته. كما يشير التصريح إلى أن وفاة نصر الله قد تسهم في تخفيف التوترات الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل.
كيف يؤثر غياب نصر الله على المشهد الإقليمي؟
1. على مستوى لبنان:
- فراغ قيادي في حزب الله: يُعتبر نصر الله أحد أهم الشخصيات السياسية والعسكرية في لبنان. غيابه يفتح الباب أمام صراعات داخلية محتملة داخل الحزب.
- تحديات اقتصادية وأمنية: يُعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، وقد يُضعف غياب نصر الله قدرة الحزب على الحفاظ على تماسك قاعدته الشعبية.
2. على مستوى إسرائيل:
- تعزيز الاستقرار الأمني: يُمكن أن يُسهم غياب نصر الله في تخفيف التوترات على الحدود الشمالية.
- رسائل ردع للخصوم: يُعتبر نجاح إسرائيل في استهداف نصر الله إنجازًا استخباراتيًا، يُعزز من قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة التنظيمات المسلحة.
3. على مستوى الشرق الأوسط:
- توازنات جديدة: غياب نصر الله قد يُحدث تغيرات في موازين القوى داخل محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا ولبنان.
- فرصة لإعادة تشكيل التحالفات: قد تسعى إيران وحزب الله إلى ترتيب الصفوف واختيار قيادة جديدة تسير على نهج نصر الله أو تتبنى أساليب مختلفة في المواجهة مع إسرائيل.
عودة إلى تفاصيل الضربة الإسرائيلية:
قُتل حسن نصر الله في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر 2024. وجاءت الضربة بعد أسابيع من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، حيث شهدت الحدود الشمالية اشتباكات متقطعة وقصف متبادل.
كيف نُفذت العملية؟
- استخدمت إسرائيل طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة لاستهداف موكب نصر الله.
- أكدت المصادر الإسرائيلية أن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مما يشير إلى اختراق محتمل للأجهزة الأمنية لحزب الله.
تداعيات التشييع على الأرض:
لبنان:
- عقب انتهاء المراسم، أعلنت قوات الأمن اللبنانية حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي اضطرابات أمنية.
- شهدت بعض المناطق الجنوبية مسيرات احتجاجية وإطلاق نار عشوائي تعبيرًا عن الغضب الشعبي.
إسرائيل:
- رغم التصريح المطمئن، أبقى الجيش الإسرائيلي على جزء من قواته في حالة التأهب، وخاصة في المستوطنات الشمالية.
- أكدت إسرائيل أنها مستعدة لأي رد فعل انتقامي من حزب الله أو حلفائه في المنطقة.
الخاتمة:
تشكل وفاة حسن نصر الله منعطفًا حاسمًا في تاريخ الصراع اللبناني-الإسرائيلي. وبينما ترى إسرائيل أن العالم أصبح أفضل برحيل أحد أبرز أعدائها، يبقى السؤال مفتوحًا حول الخطوة التالية لحزب الله وكيف ستؤثر على استقرار لبنان والمنطقة.
الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والتغيرات السريعة في المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط
التعليقات